نظمت (الجبهة الوطنية للشباب من أجل الصحراء المغربية) ، مساء أمس الأحد بساحة باب الأحد بالرباط ، مهرجانا خطابيا وفنيا حاشدا تضامنا مع مصطفى سلمى ولد سيدي مولود الذي اختطفته ميليشيات (البوليساريو) بتواطؤ مكشوف مع السلطات الجزائرية. وبحسب المنظمين، يأتي تنظيم هذا المهرجان الذي شارك فيه ممثلو منظمات مدنية وتنظيمات شبابية وحزبية ونسائية وحقوقية، وفنانون ورياضيون، وكذا أفراد من عائلة السيد مصطفى سلمى، للتعبير من جهة عن تماسك وصلابة الصف الداخلي المؤمن بعدالة قضية الوحدة الوطنية والترابية للمملكة، وبوجاهة خيار الحكم الذاتي كحل نهائي لقضية الصحراء من جهة أخرى. كما يأتي هذا المهرجان - يضيف المنظمون- للمطالبة بالتدخل الفوري والعاجل للمنتظم الدولي لمواجهة الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف، والتي فضح بشاعتها الاعتقال التعسفي للسيد مصطفى سلمى، الذي يؤكد بالملموس استفحال الوضعية المأساوية التي يرزح تحت وطأتها المحتجزون، لاسيما منهم الفئات الهشة من أطفال ونساء وشباب، الذين يتعرضون لسياسة العزل والترهيب وتقييد الحريات والإذلال، في تحد سافر للمرجعة الكونية لحقوق الإنسان ولحقوق الطفل والمرأة المتعارف عليها. وفي كلمة بالمناسبة، أعرب رئيس (الجبهة الوطنية للشباب من أجل الصحراء المغربية) السيد كمال لغمام، عن دعمه وتضامنه المطلق مع ولد سيدي مولود، مسجلا شجاعته وجرأته في التعبير عن رأيه بخصوص وجاهة مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. كما عبر عن استنكاره الشديد لوضعية حقوق الإنسان بمخيمات تندوف وظروف العيش المزرية بها، مذكرا بعودة العديد من المحتجزين خلال الأسابيع الماضية إلى أرض الوطن، الأمر الذي يعكس جاذبية خيار الحكم الذاتي وزيف الأطروحة الانفصالية المضللة. وأشار السيد لغمام إلى أن هذا المهرجان يشكل نقطة انطلاق في اتجاه خلق دينامية وطنية ودولية للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ولتعزيز آليات الدبلوماسية الموازية. من جانبه، أبرز السيد مهدي تميمونت، منسق الجبهة الوطنية بفرنسا، تضامن الشباب المغربي المقيم بفرنسا وهيئات المجتمع المدني بالمهجر مع ولد سيدي مولود، وكذا تجندهم من أجل رفع الحيف والتهميش الذي يعانيه الشباب بمخيمات تندوف. وأكد على تشبث المغاربة أبناء المهجر أينما كانوا بالقضايا الوطنية وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، داعيا إلى تطوير دبلوماسية شبابية من أجل التصدي لأعداء الوحدة الترابية بالخارج. ومن جهتها، استعرضت السيدة فطيمتو زعمة عن (جمعية المرأة الصحراوية للتنمية المندمجة بطانطان) الأشواط المهمة التي قطعها المغرب في مجال الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وحقوق المرأة لاسيما عبر إقرار مدونة الأسرة التي شكلت "قفزة نوعية في الحداثة مع احترام كامل للتراث الأصيل"، لافتة الانتباه لما تتعرض له المرأة الصحراوية بمخيمات تندوف من ابتزاز لا أخلاقي "مقابل قوتها وقوت أبنائها". كما طالبت المجتمع الدولي للتدخل لإطلاق ولد سيدي مولود بشكل فوري وسريع وكذا كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين بتندوف ولدى الجزائر، وفك الحصار دون قيد أو شرط عن جميع المحتجزين بالمخيمات. وفي ذات المناسبة، قال عبد العزيز الفقيه عن منتدى دعم المؤيدين للحكم الذاتي في تندوف 'فورساتين'، إن ولد سيدي مولود "هو ذلك الطفل الصحراوي الذي ترعرع في مدينة السمارة ودرس بها في الفصول الدراسية التابعة لوزارة التربية الوطنية المغربية قبل أن يختطف من نفس المدينة رفقة أفراد من عائلته، ليجد نفسه مجبرا على العيش في وسط لم يختره". وأوضح أن ولد سلمى لم يكتشف زيف أطروحة الانفصاليين إلا بعد مرور 31 سنة عند زيارته لعائلته في إطار الزيارات المتبادلة "التي كانت مفصلية بامتياز حيث لامس عن قرب حقيقة زيف ادعاءات (البوليساريو) حول التهميش ووضعية حقوق الإنسان". كما اطلع على مباردة الحكم الذاتي - يضيف السيد عبد العزيز الفقيه - التي رأى فيها الحل المثالي لمشكل الصحراء، "حيث أخذ على عاتقه أمانة توصيلها إلى أهاليه وأبناء عمومته باعتباره ابن شيخ من شيوخ أكبر قبيلة في الصحراء والأكثر كثافة سكانية في مخيمات تندوف"، داعيا المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية إلى التدخل العاجل لإطلاق سراح ولد سلمى وتمتيعه بحقه في التعبير عن رأيه بكل حرية. ومن جهته، أبرز رئيس (جمعية صداقة ورياضة) السيد سعيد بنمنصور انخراط الرياضيين المغاربة في دعم القضايا الوطنية وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية في مختلف المحافل والتظاهرات الإقليمية والدولية. وتناوب على منصة المهرجان ، أيضا ، ممثلو عدد من شبيبات التنظيمات الحزبية، حيث أبرزوا تضامنهم ودعمهم الكامل لولد سيدي مولود في محنته، معربين عن شجبهم القوي لاختطافه على خلفية تعبيره عن رأيه السياسي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي. وتميزت هذه التظاهرة التي نظمت تحت شعار "نساء وأطفال تندوف في قلوب الشباب" بإحياء سهرة فنية نشطها المغني عبد العالي الغاوي والفنان سعيد المغربي (رمز الاغنية الملتزمة) الذي أدى قطعة وطنية بعنوان "ارفعوا الأيادي.. وهللوا وزغردوا للمغرب" تضامنا مع المحتجزين المغاربة في مخيمات تندوف.