تظاهر عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة ببريطانيا ، أمس السبت بلندن ، تضامنا مع السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي اختطف مؤخرا بتندوف (جنوب غرب الجزائر) من طرف ميليشيات (البوليساريو). ورفع أفراد الجالية مساندين بالعديد من النشطاء في مجال حقوق الإنسان، الذين قدموا من مختلف جهات بريطانيا ، خلال هذه التظاهرة التي نظمت أمام مقر البرلمان البريطاني ، شعارات تدعو إلى الافراج الفوري عن السيد ولد سيدي مولود وضمان حمايته ضد التعذيب الذي يمارسه انفصاليو (البوليساريو) فوق التراب الجزائري، وكذا حريته في التعبير داخل المخيمات. ورفع المتظاهرون الذين دعوا المجموعة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل من أجل الإفراج الفوري عن السيد ولد سيدي مولود، لافتات كتب عليها "الحرية لمصطفى ولد سيدي مولود" و"الجزائر مطالبة باحترام حقوق الإنسان" و"الحرية لجميع المحتجزين بتندوف". ونددوا وهم يحملون الأعلام الوطنية وصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، باختطاف المسؤول السابق ب(البوليساريو) الذي عبر عن دعمه لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب من أجل تسوية نهائية ، تحت السيادة المغربية ، للنزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية للمملكة. وأكد منظمو التظاهرة أن هذه المبادرة تروم تحسيس الرأي العام البريطاني والقوى الحية ببريطانيا حول موضوع اختطاف ولد سيدي مولود، وحول الوضع اللانساني الذي يعيشه آلاف الصحراويين المغاربة بمخيمات الاحتجاز فوق التراب الجزائري، محرومين من حقوقهم الأساسية. وأشاروا إلى أن هذه التظاهرة تهدف ، أيضا ، إلى إثارة الانتباه حول القمع المنظم لكل أشكال حرية التعبير والحركة داخل هذه المخيمات. وأكد السيد ميشال لي المدافع عن حقوق الإنسان بأستراليا، والذي يقيم بلندن، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أن "اختطاف السيد مصطفى ولد سيدي مولود يشكل خرقا سافرا لحقوق الإنسان". وندد بعملية اختطاف هذ المسؤول ب(البوليساريو)، الذي كانت لديه الشجاعة لدعم مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب. وعبر عن عزمه التعريف بهذه المبادرة الشجاعة في أوساط السكان المحتجزين من طرف (البوليساريو) بتندوف. ولم يفت الناشط الحقوقي الإشادة بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي، مضيفا أنها تعبر عن الإرادة الصادقة للمملكة لطي هذا الملف" الذي يقوض طموحات شعوب المغرب العربي في الاندماج". من جانبه، أكد الشيخ أحمد التيجاني بن عمر وهو من دعاة السلام وأستاذ محاضر في مادة الدين المقارن في الجامعات الأمريكية، أن تنظيم هذه التظاهرة أمام مقر البرلمان البريطاني ، إحدى أعرق المؤسسات الديمقراطية في العالم ، يعتبر في حد ذاته حدثا "رمزيا". ودعا الحكومة البريطانية والبرلمان البريطاني إلى التحرك من أجل إطلاق سراح السيد ولد سيدي مولود ورفع الحصار المفروض على السكان المحتجزين في تندوف، وتمكينهم من التمتع بحقوقهم الأساسية في حرية التعبير والحركة. وطالب الناشط السلطات الجزائرية إلى رفع يدها عن مخيمات تندوف، والتجاوب مع المنطق والدينامية التي خلقتهما المبادرة المغربية للحكم الذاتي. وأكد الشيخ التجاني أن" الأقاليم الجنوبية كانت دائما جزء لا يتجزأ من المغرب، وهذه هي الحقيقة التاريخية التي لا يمكن لأحد أن ينكرها"، مضيفا أن "المغرب لن تقتطع أبدا منه صحراؤه". وعلاوة على ذلك، وزع المتظاهرون رسائل وعرائض تدين اختطاف السيد ولد سيدي مولود والتعبير، كما عبروا عن قلقهم بشأن سلامته. كما عبرت هذه العرائض والرسائل عن تأييدها للدعوات التي أطلقتها المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان، من بينها ( أمنيستي انترناشيونال) و(هيومان رايتس ووتش) من أجل إطلاق سراح السيد ولد سيدي مولود. وشددوا على أنه يتعين على الجزائر تحمل كامل مسؤوليتها حول سلامة السيد ولد سيدي مولود. وقال المنظمون إن نسخا من هذه الرسائل والعرائض سيتم تقديمها إلى رئاسة الوزراء والبرلمان البريطانيين والأمين العام للأمم المتحدة والمنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان.