انطلقت مساء أمس الجمعة ببلدية تازناخت( حوالي 90 كلم غرب مدينة ورزازات) فعاليات معرض الزربية الواوزكيتية المنظم من طرف كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، وغرفة الصناعة التقليدية لأقاليم ورزازات وزاكورة وتنغير إلى غاية الثالث من الشهر الجاري. وقد ترأس حفل افتتاح هذه المعرض المنظم تحت شعار" الزربية الواوزكيتية في خدمة التنمية" كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية السيد أنيس بيرو، وذلك بحضور عمال إقليمورزازات السيد عبد السلام بيكرات، ورئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة السيد إبراهيم حافيدي. ويضم المعرض المقام على مساحة إجمالية تصل ألف متر مربع فسيفساء من الأشكال والألوان الزاهية والمتناسقة المميزة للزربية الواوزكيتية التي اكتسبت على مر السنين شهرة عالمية، خاصة في البلدان المعروفة بانتشار واسع لهواة جمع الزرابي كما هو الحال مثلا بالنسبة لألمانيا والنمسا. وتشارك في معرض تازناخت العديد من التعاونيات والجمعيات الحرفية النسوية المتخصصة في نسج مختلف أنواع الزرابي بمنطقة تازناخت الكبرى التي تضم العديد من الجماعات والقرى التي تتميز كل واحدة منها عن الأخرى بطابعها الخاص في نسج أشكال مختلفة من الزرابي تميزها الألوان المختلفة، والرموز والصور ذات الدلالات المتنوعة. ويصل مجموع النساء المنضويات في إطار تعاونيات أو جمعيات حرفية متخصصة في نسج الزرابي على الطريقة التقليدية في مختلف مناطق تازناخت الكبرى حوالي عشرة آلاف امرأة، تتوزعن على العديد من الدواوير والقرى الجبلية والجماعات القروية من ضمنها على الخصوص ويسلسات و أزناكة، وسيروة، وأنزال، وخزامة ومركز تازتاخت وغيرها. وعلى هامش افتتاح هذا المعرض نظم لقاء تواصلي مع حرفيي الزربية الواوزكيتية انصب على التداول حول مختلف المشاكل التي تعرفها هذه الصناعة التقليدية على صعيد منطقة تازناخت الكبرى، إضافة إلى بلورة مجموعة من التصورات التي من شأنها أن تفتح آفاقا واعدة لتطوير هذه الحرفة التي تشكل موردا أساسيا للدخل بالنسبة لفئات عريضة من الأشخاص لاسيما منهم النساء والفتيات. ويعتبر التسويق من أكبر المشاكل المعرقلة لتطوير نسج الزرابي الواوزكيتية كما أكد ذلك العديد من المتدخلين الذين عبروا عن تدمرهم من كثرة الوسطاء والسماسرة الذين يتحكمون في تسويق منتوج المنطقة من الزرابي ، حيث دعوا الجهات المسؤولة إلى التفكير في إيجاد حل لهذا المشكل، وتمكين النساء النساجات من الانتفاع من المجهودات المضنية التي يبذلنها من أجل نسج الزرابي التي تباع بأثمان مضاعفة يذهب ريعها لفائدة التجار والسماسرة. كما دعا المتدخلون الوزارة الوصية على القطاع للعمل على أخذ مبادرات تهم على الخصوص توفير المادة الأولية، وتسهيل الولوج إلى التمويل، وتأسيس مراكز للتكوين قصد تأطير الشابات والشبان الممارسين لهذه الحرفة التقليدية، فضلا عن الاعتناء بالجوانب الاجتماعية والصحية ومحو الأمية في صفوف الحرفيات. وأكد السيد أنيس بيرو أن كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية سبق لها أن اتخذت مجموعة من الإجراءات للنهوض بأوضاع العاملين في قطاعات مختلفة لها ارتباط بالصناعة التقليدية عموما، مذكرا في هذا الصدد بالمشروع المندمج الذي يهم مختلف مراحل إنتاج الزربية الواوزكيتية، حيث داعا الحرفيين والنساجات إلى الحرص على احترام الجودة المطلوبة في إنتاج الزرابي مما سيكسبها مستقبلا"علامة" تجارية محمية. ومن جانبه، ذكر السيد إبراهيم حافيدي بكون مجلس جهة سوس ماسة درعة سبق له أن خلق صندوقا تمويليا لفائدة الشباب من حاملي المشاريع يحمل اسم "صندوق سوس ماسة درعة للمبادرة"، وهو يمنح قروضا في حدود 15 ألف درهم من دون فوائد، ومن شأنه أن يشكل رافعة تساعد على تحقيق تطور نوعي في إنتاج الزربية الواوزكيتية.