شكل موضوع "القنص بالصقور في البيئة الإسلامية"، محور محاضرة ألقاها اليوم الثلاثاء بعمان الدكتور عبد الهادي التازي، عضو أكاديمية المملكة المغربية، في إطار المؤتمر ال15 لمؤسسة (آل البيت الملكية للفكر الإسلامي). وشدد السيد التازي في هذه المحاضرة، التي ألقاها ضمن المحور الرابع للمؤتمر المخصص ل"اهتمام المسلمين بالبيئة عبر التاريخ وفي بلدانهم في العصر الحاضر"، على ضرورة استحضار عادات وممارسات الأسلاف في أي حديث عن موضوع البيئة، الذي أصبح يفرض نفسه اليوم بقوة" في عالمنا المتغير، وعلى عولمتنا الآخذة في طريقها نحو استيعاب كل الخصوصيات". وقال "عندما يتم الحديث عن الاهتمام بالبيئة على الصعيد العربي والإسلامي، قد لا يخطر ببال الكثيرين أن في صدارة ما ينبغي أن نستحضره ما كان أسلافنا يقومون به، وهم يعيشون حياتهم الخاصة مع هواياتهم الرياضية التي تدل على أكثر من معنى"، مستشهدا في هذا الصدد بممارسة المسلمين للقنص، الذي شكل أحد مظاهر تعاطيهم مع البيئة الحيوانية. وأشار في هذا السياق إلى أن ممارسة القنص بالصقور في العالم الإسلامي، لم تبق محصورة في كونها رياضة موازية، بقدر ما شكلت وسيلة كان يتبادل من خلالها المسلمون مع الأمم الأخرى خبراتها الفنية وتجاربها العلمية، وعلى وجه الخصوص كل ما يتعلق بالبيطرة وعلاج الحيوان، الذي يدخل ضمن اهتمام الدين الإسلامي بالبيئية. وأضاف أن "عددا كبيرا من المراسلات والسفارات بين الأمم كانت تهتم بتقديم هذا الموضوع لغيرها من الأمم بهدف الحصول على معلومات أكثر وخبرات أوسع". وفي معرض حديثه عن هذا التراث في المغرب، ذكر الدكتور التازي بما خلفه قاضي الجماعة في حاضرة فكيك الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الجبار الفيجيجي ، الذي كان يمارس هواية القنص بالصقور، ويعتبرها "واجبا تقتضيه المحافظة على البيئة"، وهو ما عكسته قصيدته (روضة السلوان)، التي "لم يمل فيها من ذكر منافع الحفاظ على البيئة". وخلص إلى القول إن الغرض من وراء طرق هذا الموضوع، يتمثل في "تجديد الدعوة لإحياء هذه الهواية النبيلة والحفاظ عليها بما تحتوي عليه من تقاليد وعادات، حتى تعود إلى سابق عهدها". يذكر أن مؤتمر مؤسسة (آل البيت الملكية للفكر الإسلامي)، المنعقد هذه السنة حول موضوع "البيئة في الإسلام"، يهدف إلى توضيح ما تضمنه الدين الإسلامي الحنيف من دعوة عميقة للحفاظ على البيئة وحمايتها من عبث الإنسان وإفساده فيها وإبراز القيم الإسلامية الداعية إلى حماية البيئة والحفاظ على عناصرها لما فيه مصلحة البشرية جمعاء.