افتتحت اليوم الأحد بالقاهرة أعمال الدورة 37 لمؤتمر الجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) بحضور 14 وكالة أنباء عربية من ضمنها وكالة المغرب العربي للأنباء. وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ، الذي يمثل فيه وكالة المغرب العربي للانباء السيد جمال محافظ ،مدير الإعلام، أكد السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى ورئيس المجلس الأعلى للصحافة بمصر، أن وكالات الأنباء العربية تلعب دورا حاسما في صياغة توجهات صنع القرار العربي تجاه الأحداث والحروب والقضايا التي شهدتها المنطقة العربية ، كما أن لها دورا رائدا في تغطية هذه الأزمات. وقال الشريف إن القيمة المضافة لهذا المؤتمر "تتجسد فيما يمثله هذا التجمع من رسالة قوية تصدر عن إحدى أهم نخب الإعلام وصناعة الاتصال في العالم العربي إلى الشعوب العربية مفادها بأن قادة الاتصال ورموز الإعلام يعيشون قضايا أمتهم و آمال وتطلعات شعوبهم" . وشدد على ضرورة أن تكون وكالات الأنباء العربية بمثابة حلقات الوصل في منظومة أوسع تعزز التواصل والتعاون البناء من أجل مصلحة الأمة العربية . ودعا صفوت الشريف وكالات الأنباء العربية إلى دعم وتعزيز التنسيق فيما بينها "حتى تقوم بالرسالة المنوطة بها بتفان في عالم تحول إلى قرية كونية تهيمن عليه آلية صناعة الاتصالات الجبارة وتوجه مقدراته وتحدد قراراته وأنساق تطوره آليات تتبع الخبر والصورة ونقلها من خلال تقنيات بالغة التعقيد. وقال في هذا الصدد " في عالم تهيمن عليه تكنولوجيا حديثة يصبح دائما دور وكالات الأنباء على المحك لأنها تمثل في النهاية، مراكز متقدمة في صنع الخبر وفي نقله عبر هذه الوسائط مجتمعة". وشدد صفوت الشريف على ضرورة بلورة رؤية تتفق والتطورات العالمية في إطار تنسيق يحقق التكامل ويرقى بمستوى الأداء إلى المعايير المعمول بها في عالم الاتصال. من جانبه ، أكد الأستاذ عبد الله حسن ،رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن وكالات الأنباء العربية تتحمل مسؤولية كبيرة في نقل صورة حقيقية لما يجري في العالم العربي من تطورات وتحولات جوهرية تشمل مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية . وأضاف أن وكالات الأنباء العربية تتحمل أيضا مسؤولية كبيرة في التصدي لمحاولات تشويه صورة الإنسان العربي وصورة الإسلام في الغرب ، "التي حاول الغرب التشكيك فيها والنيل منها مستغلا بعض الأحداث وخاصة ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، في الولاياتالمتحدة ، لشن حملة شرسة لا تزال تداعياتها تتوالى رغم مرور أكثر من ثماني سنوات على هذه الأحداث التي جرى خلالها إلصاق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين" . وذكر عبد الله حسن بأن وكالات الانباء العربية تواجه اليوم تحديات كبيرة فى مقدمتها نقل الأحداث الهامة في عصر تنتشر فيه تكنولوجيا حديثة ، موضحا أن هذا السباق الرهيب بين مختلف وسائل الإعلام يتطلب اكتساب مهارات معينة لدى الصحفيين العاملين في وكالات الأنباء سواء في مجال جمع الأخبار أو تحريرها أو إرسالها لحظة بلحظة وبدقة متناهية حتى لا تكون السرعة على حساب المصداقية والدقة. كما تحدث في افتتاح هذا اللقاء السيد رمضان الرواشدة رئيس الدورة 36 للجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية والذي دعا الحكومات العربية إلى إلغاء كل القيود المفروضة على العمل الصحفي باعتبار ذلك يعد عائقا يحول دون تدفق المعلومات عبر الحدود. واعتبر أن حرية الصحافة ورفع سقفها يجب أن يتواكب مع التدريب والمهنية العالية بهدف تطوير وتفعيل العمل الصحفى ، مشددا على ضرورة أن تعبر الصحافة ووسائل الاعلام عن الرأي والرأي الآخر وتعددية المجتمع وحراكه السياسي والاقتصادي والاجتماعى. واشار إلى أن وكالات الأنباء العربية تضطلع بمهمة كبيرة فى رفع سقف الحرية والابتعاد عن النمطية والتقليد في العمل ومواكبة تطورات المعرفة والتزود بتقنيات المستقبل. أما الاستاذ فريد آيار ،أمين عام اتحاد وكالات الأنباء العربية، فأبرز من جهته أن الإعلام العربي المتضامن والمتفاعل لم يكن ضرورة ملحة وأساسية كما هو اليوم، مضيفا أن "التحديات التي تنتظرنا كثيرة ومتشعبة وتفرض علينا عملا إعلاميا مؤثرا". وأضاف قائلا" إذ لم نسارع إلى تأكيد هذا التضامن ، فإن الصورة قد تختلف والتطورات قد تجعلنا أسرى الماضي عوضا أن نكون رواد المستقبل" . وسجل أن التفاعل الإيجابي بين وسائل الإعلام العربية له مردوده الفاعل والمؤثر ، مؤكدا أن الاهتمام بالإنسان العربي وتدريبه وتوسيع قواعد معارفه ومده بالخبرات والثقافات والتجارب الإقليمية والدولية لها نتائج أساسية في إنطلاقة المؤسسات الإعلامية وقيامها بالدور المطلوب. و كانت الجمعية العمومية السابعة والثلاثون لإتحاد وكالات الأنباء العربية قد انتخبت فى جلسة العمل الاولى صباح اليوم السيد عبد الله حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط رئيسا للإتحاد للعامين المقبلين. وسيناقش المؤتمر على مدى يومين سبل دعم التعاون بين وكالات الأنباء العربية واستعراض نشاط إتحاد وكالات الأنباء العربية خلال العامين الماضيين وبحث تطوير الأداء الإعلامي لوكالات الأنباء في المرحلة القادمة والإستفادة من الخبرات الإعلامية والفنية المتوفرة لدى هذه الوكالات. يذكر أن اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) ومقره بيروت تأسس عام 1975، وهو أحد الاتحادات التابعة لجامعة الدول العربية،ويهدف إلى توثيق الصلات بين الوكالات وتأمين أوسع المجالات لتوزيع الأنباء داخل البلاد العربية وإيصال الأخبار العربية إلى الخارج. ويضم الاتحاد في عضويته 18 وكالة أنباء عربية، من بينها وكالة المغرب العربي للأنباء.