أثارت جمعية الأطر الشابة لنواذيبو، وهي منظمة غير حكومية موريتانية، مجددا انتباه مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بشأن وضع المواطنين الموريتانيين ضحايا الاختطاف والاعتقال التعسفي والتصفية الجسدية من طرف انفصاليي "البوليساريو". وندد رئيس هذه المنطمة غير الحكومية، السيد الشريف ولد سيدي تجدرت، في مداخلته خلال الجلسة العلنية لمجلس حقوق الانسان المنعقد في جنيف في إطار دورته ال15 ، بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان التي ترتكب في حق الموريتانيين الذين التحقوا بمخيمات "البوليساريو" بالجزائر خلال السبعينيات. وذكر في مداخلته بأن عشرات الأبرياء الموريتانيين تعرضوا للتعذيب وتوفوا نتيجة الضرب الذي تعرضوا له من طرف جلادي "البوليساريو"، مذكرا أن مصير البعض منهم ظل مجهولا. وأضاف أن شهادات المعتقلين الموريتانيين السابقين لدى انفصاليي "البوليساريو" تتحدث عن التعذيب والعنف والإهانة والممارسات اللاإنسانية في غياب أي حماية دولية وفي ظل صمت وتواطؤ الجزائر التي تدعم "البوليساريو" عسكريا وسياسيا. وقال إن هذه الحقائق تذكر بمخيمات الاحتجاز في أحلك فترات تاريخ البشرية، وستظل الى الأبد صفحة سوداء في تاريخ الجزائر، التي تتحكم في هذه الميليشيات، مضيفا أن الإبقاء على مخيمات الاحتجاز الجماعي هذه فوق التراب الجزائري في القرن ال` 21 تثير سخط كافة محبي العدل والحرية. وأكد أنه "من غير المقبول اليوم رؤية المصالح الجيوسياسية الجزائرية تدوس على الحقوق الأساسية لساكنة توجد رهينة نزاع موروث عن الحرب الباردة والذي يهدد استمراره استقرار المنطقة المغاربية برمتها ومنطقة الساحل والصحراء ". وأشار إلى أن أسر الضحايا الموريتانيين تدعو الجزائر "صنيعة البوليساريو" إلى وضع حد لهذه الانتهاكات التي تعد أول مسؤولة عنها. وقال "إننا مصممون على مواصلة المعركة حتى يتم الكشف عن مصير المفقودين ويتم إنصاف الضحايا وأسرهم" .