أبرزت الصحف الموريتانية اليوم الثلاثاء الطلب الذي قدمته مؤخرا الوكالة الدولية للتنمية خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأممالمتحدة في دورته ال14 ،والذي دعته فيه إلى التحرك من أجل أن تأخذ العدالة مجراها في قضية المحتجزين الموريتانيين سابقا لدى انفصاليي ( البوليساريو). وكتبت صحيفة (المستقبل ) في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن ممثل الوكالة الدولية للتنمية شريف سيدي تجدرت "وجه خلال جلسة عامة لمجلس حقوق الإنسان نداء للمجتمع الدولي برمته من أجل التحرك لمساعدة السكان المحتجزين بمخيمات تندوف حيث تتم مصادرة حقوق الإنسان الأساسية". وأضافت الصحيفة في مقال تحت عنوان "منظمات دولية تنبه للوضع المأساوي في مخيمات تندوف وتدعو للتحقيق في وضعية الموريتانيين المحتجزين فيها سابقا"، أن هذه المنظمة غير الحكومية " التي عبرت عن انشغالها إزاء ظاهرة الاختفاء القسري انضمت إلى منظمات غير حكومية دولية من أجل القيام بتحقيق بموريتانيا بهدف الاستماع والالتقاء بالمحتجزين السابقين لدى انفصاليي ( البوليساريو) وكذا بأسر الأشخاص الذين تم اختطافهم من قبل هذه الميليشيا والذين لا يزال مصيرهم غير معروف " . وتابعت أن " شريف سيدي تجدرت تطرق إلى الشهادات التي تمكنت هذه المنظمة غير الحكومية من استقائها، والتي تكشف غياب الحقوق الاجتماعية والاقتصادية الأساسية، وكذا ممارسات التعذيب والعنف والتنكيل والاغتصاب والاختطاف، وغياب كافة أشكال الحماية الدولية " . وقالت إن ممثل الوكالة الدولية للتنمية أكد أن "جبهة (البوليساريو) الانفصالية تتجاهل وتنتهك علانية الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان والمعاهدات ". وفي نفس السياق، كتبت الصحيفة الموريتانية أن" منظمة العفو الدولية (أمنستي انترناتشيونال) كانت قد أثارت بدورها الانتباه إلى الوضع المأساوي الذي يسود مخيمات تندوف حيث تواصل ( البوليساريو) احتجاز آلاف الأشخاص رغما عن إرادتهم في مخيمات للاحتجاز فوق التراب الجزائري " . وقالت إن " هذه المنظمة الدولية المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان ومقرها بلندن أبرزت في تقريرها الذي نشرته في بداية الشهر الجاري حول وضعية حقوق الإنسان في العالم إفلات أعضاء( البوليساريو) من العقاب ". ومن جهتها، كتبت صحيفة ( السفير ) أن منظمة ( أمنيستي ) الدولية أكدت أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء من أجل وضع حد للإفلات من العقاب الذي يستفيد منه هؤلاء المتهمون بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المخيمات " . ولاحظت الصحيفة أن " هذا الموقف الذي سجلته منظمة ( أمنيستي ) تعززه المواقف التي عبرت عندها العديد من المنظمات الدولية والتي تذكر فيها بالوضعية المؤسفة التي يعيش فيها السكان المحتجزون والتي يستغلها قادة ( البوليساريو) ومن يوجهونهم بالجزائر " . وأوضحت أن " قادة ( البوليساريو ) يتخذون السكان المحتجزين في مخيمات تندوف كرهائن من أجل تحقيق أهدافهم التي تلقى الاستنكار والشجب "، مشيرة إلى أن " الباحث البريطاني الخبير بمنطقة شمال إفريقيا جورج جوف كان قد كشف بشكل جلي وواضح عملية الاستغلال هاته مضيفا أن الجزائريين يستغلون قضية الصحراء لخدمة مصالحهم الخاصة". وتابعت ( السفير) أن جورج جوف الأستاذ بجامعة (كامبريدج) البريطانية " أكد أن هذا الاستغلال سيستمر إلى حين حدوث تغيرات هامة بالجزائر، مبرزا حالة الإحباط بسبب فشل الجزائر في الرد بشكل إيجابي على المبادرات المغربية الرامية إلى إيجاد حل لهذه القضية " .