أكد السيد فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم، القيادي السابق في (البوليساريو) والعائد مؤخرا إلى أرض الوطن، أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب "يضمن الكرامة للجميع ويفك الحصار على المحتجزين بمخيمات تندوف". وأوضح السيد فاتح أحمد ولد محمد فاضل، الذي استضافته قناة (بي بي سي)، مساء أمس ، ضمن برنامج "في الصميم"، أن مشروع الحكم الذاتي، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، خلق نقاشا عميقا لدى الصحراويين بمخيمات تندوف باعتباره مشروعا سياسيا جديا قادرا على ضمان كرامة الجميع وحل النزاع المفتعل في الصحراء. وأضاف أن هذا المشروع كرس أزمة سياسية داخل جبهة (البوليساريو)، ما بين القاعدة والقيادة، التي أصبحت "تتخبط" ولا زالت عاجزة عن إقناع الصحراويين. وقال في هذا السياق "إنني أومن بالحكم الذاتي الموسع بعدما اكتشفت الحقيقية، والمذهب السياسي، والخلفيات التي نعمل فيها، والخفايا التي خلقت أطروحة (البوليساريو)، والأهداف المرجوة منها منذ 35 سنة". كما عبر عن عميق اقتناعه بأن الصحراويين المحتجزيين في مخيمات تندوف سيسلكون نفس الطريق الذي سلكه، مؤخرا، ويلتحقون بأرض الوطن تلبية لنداء "إن الوطن غفور رحيم"، مؤكدا في الآن ذاته، على الحياة العادية والمطمئنة التي يعيشها الملتحقون بوطنهم المغرب. وكشف السيد فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم عن تورط الجزائر في محاصرة الصحراويين داخل مخيمات تندوف وإشراف ضباط جزائريين على تدريب العناصرالأمنية ل(جبهة البوليساريو) ومشاركتهم في التعذيب والاختطاف والقتل، مؤكدا أن الجزائر كانت حاضرة دائما في جميع القرارات التي تتخذها (البوليساريو) وأنها ليست بلدا مضيافا كما تدعي. وشدد على أن فرار المحتجزين من المخيمات إلى المغرب لا يأتي "سعيا منهم وراء الجاه أو المال أو السلطة كما يروج البعض" بل هو دليل قاطع على اقتناعهم بزيف أطروحة الانفصال. وأكد على أن المحتجزين داخل المخيمات بدأوا يقتنعون بحل " لا غالب ولا مغلوب"، وأنه حان الوقت لكي تعود الجزائر إلى جادة الصواب حتى تنخرط في مفاوضات مباشرة مع جارها المغرب لحل هذا النزاع المفتعل، إذ هي التي كانت وراء افتعاله منذ 35 سنة بسبب طموحاتها الهمنية بالمنطقة، مشيرا إلى أن هم الصحراويين الوحيد الآن هو إيجاد حل سلمي يضمن لهم الكرامة وينقذهم من جحيم تندوف. كما عبر عن استعداده الكبير لمواجهة أطروحة (البوليساريو) ومن يساندها، موجها في السياق ذاته، نداء قويا إلى المنتظم الدولي وإلى المنظمات الحقوقية للانكباب على فضح الحصار المضروب على المحتجزين بمخيمات تندوف. ومن جهة أخرى، قال السيد ولد علي سالم إن عدد المحتجزين بمخيمات تندوف لا يتجاوز 46 ألف نسمة، غير أن قيادة (البوليساريو) كانت دائما تضخم هذا العدد من أجل الحصول على مزيد من المساعدات الدولية وتقوم ببيعها للمهربين الذين يجمعها بهم رابط وثيق.