أكد استطلاع للرأي أنجزه المعهد الفرنسي لاستطلاعات الرأي حول الشباب المغاربة في أوروبا أن الشباب المغربي المقيم بالخارج مرتبط بشكل وثيق ببلده الأصلي، وفي نفس الوقت جد مندمج في بلدان الاستقبال. وأوضح البحث الذي قدمت نتائجه مساء أمس الاثنين بالدار البيضاء، بحضور الكاتب العام للوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد البرنوصي، ورئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد إدريس اليازمي، أن 50 في المائة من المستجوبين صرحوا بأنهم يتقنون التحدث والقراءة والكتابة باللغة العربية. وأشار إلى أن 31 في المائة من الشباب المغاربة في بلدان المهجر تلقوا دروس تعلم اللغة العربية بالمساجد ، بينما 25 في المائة تلقوا بالمدارس، وذلك بفضل المبادرات التي تتخذها الحكومة المغربية، مبرزا أن هذه الأرقام تعكس تشبث الشباب المغربي القوي باللغة العربية. وسجل البحث أن نسبة 99 في المائة من المزدادين بأوربا صرحوا بأنهم يتواصلون بلغات بلدان الاستقبال، مضيفا أن ما بين 88 و100 في المائة من المستجوبين يعتبرون هذه الكفاءة اللغوية من الأولويات الأساسية. وفيما يخص الهوية، أوضح الاستطلاع أن نسبة 50 في المائة من المستجوبين و66 في المائة من الذين ولدوا بأوربا يعبرون عن هويتهم بجنسيتهم الثانية المكتسبة، فضلا عن هويتهم المغربية المؤكدة بشكل كبير بالإضافة على ذلك يشعر 76 في المائة من مجموع المستجوبين و83 في المائة من المولودين بأوربا، أنهم يعيشون في وطنهم في البلدان التي يقيمون بها. أما ما يتعلق بالانخراط في الحياة السياسية أوضح الاستطلاع أن ما يناهز 74 في المائة من الشباب الذين تم استجوابهم لهم الحق في التصويت والمشاركة في جميع الانتخابات التي تجرى في بلدان الاستقبال. وأكد المستجوبون انخراطهم في العمل الجمعوي في البلدان المضيفة، بحيث أن 20 في المائة من هؤلاء الشباب أعضاء في الجمعيات الرياضية و9 في المائة في الجمعيات التي تعنى بالشؤون الدينية، و4 فقط منتمون للأحزاب السياسية. ويبدو التمييز في ارتفاع مقارنة بالماضي، حيث أعرب 53 في المائة من الشباب عن إحساسهم بأنهم ضحايا التمييز، أي بارتفاع 4 نقاط مقارنة ب2009. وأوضح الاستطلاع أنه إذا كان هذا التمييز ضعيفا بالنسبة للديانة (13 في المائة) والتعليم (14 في المائة) و(21 في المائة) حسب القطاعات، فإنه يرتفع في مجال العمل ب83 في المائة، خاصة إذا تعلق الأمر بولوج سوق الشغل (32 في المائة). وفيما يخص الجانب العائلي أظهر الاستطلاع أن هناك زيارات متعددة ومتواترة للمغرب موضحا أن 97 في المائة يزورون المملكة، منهم 69 في المائة يزورونها بصورة منتظمة أو عدة مرات في السنة، بينما الحالات النادرة التي لا تزور المغرب وذلك لعدم توفرها على معارف بالمملكة أو على الإمكانات المادية أو على الوقت اللازم لذلك. ومن جهة أخرى أوضح السيد جيل سليمان المدير العام المساعد لمعهد (بي في أ)، أنه من خلال معطيات الاستطلاع يبدو جليا أن الأمر يتعلق بساكنة شابة منحدرة من هجرة مغربية غالبيتها حديثة العهد تلقى قسم هام منها البداية الأولى للحياة التربوية والاجتماعية في المغرب. وأضاف أن هذه الخصائص تعكس التحولات العميقة للهجرة المغربية خلال العقدين الأخيرين (خاصة ظواهر التشبيب والتأنيث والتنوع) مدعمة بذلك المؤشرات التي أفرزها البحث سواء تعلق الأمر بالوتيرة السريعة لتجدر الشباب في البلدان الاستقبال أو بالحفاظ على الثوابت الهوية الأصيلة والروابط مع المغرب. تجدر الإشارة إلى أن هذا الاستطلاع، الذي أنجز بطلب من مجلس الجالية المغربية بالخارج في العديد من البلدان الأوربية حول الشباب المغربي أو المنحدر من أصول مغربية المتراوحة أعمارهم ما بين 18و34 سنة من قبل معهد فرنسي لاستطلاعات الرأي (بي في أ)، يندرج في الاستعداد لعقد المنتدى الأول لشباب مغاربة العالم. ويشارك في هذا المنتدى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حوالي 500 شاب قدموا من 30 بلدا منهم المغرب.