تطوان، مساء أمس الثلاثاء، بمشاركة عشرات الصانعين من مختلف المهن التقليدية من شمال المغرب. ويهدف المعرض، الذي تنظمه غرفة الصناعة التقليدية لولاية طنجة إلى غاية فاتح غشت المقبل تحت شعار "أصالتنا عنوان حضارتنا"، إلى التعريف بخصائص الصناعة التقليدية المنتشرة بشمال المغرب، وتقريب العرض من الزبائن خلال هذه الفترة من السنة التي تكون فيها مدينة طنجة قبلة للمصطافين من داخل المغرب وخارجه. ويشارك في المعرض، المنظم تحت إشراف كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية وبتنسيق مع دار الصانع، حرفيون في مجال الخياطة التقليدية والنسيج والمصنوعات الجلدية، والصياغة وصياغة حلي المرجان، والحدادة الفنية والمصنوعات النحاسية، والزليج وزخرفة وتطعيم الخشب، والرسم على الحرير والزجاج وديكورات التزيين. وأبرز منظمو المعرض الجهوي أن هذا الموعد يعد فرصة لتقديم أجود ما يزخر به خيال الصانع التقليدي من مشغولات وإبداعات فنية تتجسد في مصنوعات يدوية تحمل طابع التميز والجودة، معتبرين أن المعارض وسيلة لترويج منتوجات الحرفيين وإعطاء الإنتاج طابع الاستمرارية والتجدد. وأبرز رئيس غرفة الصناعة التقليدية لولاية طنجة السيد محمد الحميدي أن المعرض الجهوي يندرج في إطار مجهودات الغرفة لإنعاش القطاع وتشجيع العاملين به على الإبداع والابتكار، موضحا أن فكرة المعرض مستلهمة من مقتضيات الإستراتيجية الوطنية لتنمية قطاع الصناعة التقليدية ورؤية 2015 لكتابة الدولة في المجال. وأضاف السيد الحميدي، خلال حفل الافتتاح الذي حضره على الخصوص الكاتب العام لولاية طنجة السيد مصطفى الغنوشي وعدد من المنتخبين، أن "التحديث الذي شهدته هذه الدورة الخامسة من المعرض، وكذا الشعار الذي وقع عليه الاختيار، يعكس الاستراتيجية الوطنية المعتمدة في تدبير القطاع، التي تستند على المقومات التقليدية التراثية، وتستشرف المستقبل وتضمن التعدد والتنوع". ومن مستجدات الدورة، تخصيص حيز من فضاء العرض للحرفي التقليدي القروي، وخصوصا العنصر النسوي، بهدف إخراجه من العزلة والتعريف بإبداعاته، وقد تم التركيز على الحرفيين الذين ينشطون في إطار تعاونيات للمساهمة بالنهوض بالاقتصاد الاجتماعي. وقد فتح المعرض أروقته في وجه الصناع التقليديين من خارج تراب ولاية طنجة تطوان في سبيل إبراز الغنى والتنوع الحضاري للمغرب، وهو ما سيمكن عموم الزوار من التعرف على بعض المصنوعات التقليدية بمناطق أخرى من المملكة، وخصوصا من الأقاليم الجنوبية. تجدر الإشارة إلى أن غرفة الصناعة التقليدية بطنجة اختيرت لاحتضان تجربة نموذجية على صعيد المغرب تتمثل في فتح سجل الصناع التقليديين لمعرفة مدى تطور مستوى العاملين، فضلا عن تأسيس مركز المحاسبة المعتمدة بالغرفة لمواكبة النشاط المحاسباتي للصناع التقليديين.