أكد رئيس جامعة القاضي عياض السيد محمد مرزاق أن موضوع التنمية أضحى من ضمن المحاور الأساسية التي تحظى بأولوية كبرى في العالم المعاصر باعتبار التنمية هي عملية حضارية شاملة ومستمرة تتضمن مختلف التدابير والاجراءات التي تستهدف تحقيق رفاهية الانسان وحماية كرامته. وأضاف في كلمة ألقاها اليوم الاثنين بمراكش خلال افتتاح أشغال الدورة الثانية للجامعة الصيفية لمنبر الحرية الذي ينظمه "مشروع منبر الحرية" على مدى خمسة أيام تحت شعار " العالم العربي وتعثر استراتيجيات التنمية .. مقاربات في الفكر والممارسة"، أن التنمية تفترض استحضار في عمقها الانسان كوسيلة وهدف في نفس الآن ، بما يحقق الأمن والاستقرار والطمأنينة للانسانية. وأبرز أن هذا الملتقى يعكس مدى توظيف البحث العلمي لخدمة المجتمع والبحث في قضاياه الراهنة والحيوية علاوة على إسهام الباحثين في إغناء النقاش بصدد الاكراهات التي تحول دون بلورة تنمية حقيقية في مختلف الأقطار العربية، واستحضار مختلف التجارب الدولية الرائدة في هذا المجال. وقال السيد محمد مرزاق إن المغرب قطع في السنوات الأخيرة أشواطا مهمة على طريق دعم وتعزيز الحقوق والحريات عكسه إصدار عدد من التشريعات وإحداث عدد من المؤسسات وإعطاء دينامية للمجتمع المدني ولحرية الإعلام وفتح أوراش تنموية كبرى على امتداد التراب الوطني توجت بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي أثمرت نتائج ميدانية جد هامة في هذا الصدد. من جهته، أوضح عميد كلية الحقوق بمراكش السيد امحمد أمراني زنطار أن التنمية الانسانية أصبحت رهانا ذا أولوية كبيرة بالنسبة لكل الدول بالنظر لدورها في دعم استقرار المجتمعات وتحقيق الرفاه للمواطنين وبخاصة في المنطقة العربية التي تسير بخطى متدرجة لتحقيق هذا المطلب الملح والواعد. أما مدير "مشروع منبر الحرية" السيد نوح الهرموزي ، فأبرز أن الهدف من هذا اللقاء يكمن في تكريس ثقافة التحاور والتشاور وتبادل المعلومات ، مذكرا بالأهداف التي يسعى مشروع منبر الحرية الفكري والثقافي الى تكريسها من بينها نشر نتاجات وآراء ونقاشات فكرية حول الحرية. ومن جهتها ، أوضحت رئيسة مختبر الدراسات الجنائية التابعة لكلية الحقوق بمراكش السيدة لطيفة الداودي أن تحقيق التنمية بكل أبعادها هو مدخل لمواجهة الجريمة في مختلف تجلياتها وأشكالها، مشيرة الى أن الكثير من الجرائم داخل المجتمعات في مختلف أنحاء العالم تكون نتاجا لمجموعة من الاكراهات الاجتماعية المرتبطة بالفقر والأمية والبطالة وغياب الشروط الضرورية لعيش الانسان. تجدر الإشارة الى أن هذه الدورة تتميز بمشاركة مجموعة من المفكرين العرب على الخصوص من العراق وسوريا ومصر وفرنسا والمغرب الى جانب عدد من الطلبة المهتمين بهذا المجال.