بالرابطة الفرنسية بالصويرة، قريبا من الصقالة، يجتمع الفنانون ضيوف مهرجان كناوة موسيقى العالم مع عشاقهم في "شجرة الكلمات"، يفترشون الأرض، زرابي مغربية مبثوثة، في ما يشبه جلسة عكاظية موسيقية مفتوحة على المديح والعتاب الجميل أحيانا، وكل يدلو بدلوه في موسيقى وإبداع هذا الفنان أو ذاك. ولا تخلو هذه الجلسات بالطبع من مقاطع كناوية ومعزوفات من الريبيرتوار العالمي. وقد افتتحت جلسة عشية أمس السبت بكؤوس شاي مغربي منعنع، تجسيدا واستكمالا لطقوس الضيافة المغربية. وفضل الفنان المغربي أمير علي أن يبدأ جلسته الحميمية هذه مع الحاضرين بمعزوفة "سماعي 10 على 8"، قبل أن يتحدث، عن تجربة المزج التي خاضها ليلة أمس الجمعة مع المعلم عبد الكبير مرشان وإبراهيم تركماني وأرفي سامب وأسامة الشرايبي وآلان هويست. "إن الجذبة الكناوية لا يمكن أن تخضع لعمليات حسابية" يقول أمير علي، بل هي تجربة تعاش روحيا ونفسيا وجسديا، متفقا، في هذا الإطار، مع كريم زياد المدير الفني لمهرجان كناوة، الذي يؤمن بأن "الكناوي إما أن يكون كذلك أو لا يكون، فتكناويت ليست مسألة لون بل هي إرث وعشق ووله وانسجام". وحتى لا يأخذ الحديث منحى آخر غير الحوار الثقافي والموسيقي، تخللته لحيظات موسيقية ، خاصة المقطع الكناوي الذي أداه الإخوان أوغسان، الذين حولوا سطح الرابطة الفرنسية إلى حفلة صويرية مغربية عالمية حميمية، رقص فيها مغاربة وأجانب جنبا إلى جنب على إيقاعات الكنبري والقرقاب. وعرج الحاضرون في هذه الجلسة على مواضيع متشعبة ، منها على الخصوص سؤال "المزج بين الموسيقى الكناوية والعالمية"، ولم يكن الجواب إلا من كريم زياد ، قائلا إن مهرجان كناوة ومنذ بداياته كان يعمل على تأسيس "مختبر للمزج"، أما الآن فقد أصبح بحق "مختبرا حقيقيا" قائم الذات، ووضع "الإقامات" رهن إشارة الفنانين لينسجموا مع بعضهم البعض. وكانت مفاجأة الأمسية - المنتدى، كما ردد كثير من الحضور، الأغنية المرتجلة التي أداها الأمريكي آلان هويست على شرف الحضور. وكما كان سوق عكاظ فضاء أدبيا للقاء بين الشعراء ومتلقيهم ف"شجرة الكلمات" منتدى يحتفي فيه مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالتقريب بين الحضارات والثقافات ، ليصبح بذلك قيمة مضافة أخرى لهذه التظاهرة.