أصبح مهرجان كناوة و موسيقا العالم، منذ بضع سنوات، واحدا من الأنشطة الموسيقية الأكثر رمزية للساحة الثقافية المغربية و الإفريقية من خلال برامجه الفنية التي تأخذ بعين الاعتبار روح و فلسفة المهرجان. و يرى المنظمون، أن مهرجان كناوة، انطلاقا من هذه الروح، يرغب دائما في التموقع منذ تأسيسه للحفاظ عللا الثقافة الموسيقية الكناوية مع وضعها جنبا إلى جنب مع الموسيقا العالمية، و للتدليل على الطابع العالمي لهذا الفن من خلال تخطيه الحواجز و الأحكام المسبقة ليحاور بموسيقاه العقول و القلوب. و يقترح مهرجان هذه السنة الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إبداعات موسيقية فريدة من نوعها لاقامات جديدة بين فناني كناوة و فنانين عالميين، حيث ستكشف الحفلات الموسيقية ،عن حوار متدفق بدون حواجز لغوية، كما يعتبر التركيز على إبراز الرقص، تجديدا بامتياز، و لأن الرقص يتوافق مع الموسيقا، ستدور رقصات المزج هذه حول موسيقا العالم لخلق مشهد من نوع جديد للمهرجان. و سيتميز حفل الافتتاح بتقديم واحدة من أبرز الاٍقامات الفنية، حيث سيجمع فرقة "سو خبشفيلية" الجيورجية الوطنية للباليه التي تضم 10 راقصين مع الأخوين المراكشيين محمد و سعيد كويو، و هو لقاء لم يسبق له مثيل، سيبرز الرقصات الرائعة البلقانية و القوقازية التي ستلتقي لأول مرة مع رقصات كناوة القديمة. كما ستجمع إقامة أخرى للفنانين بين الرقص و الغناء، ستضم المعلم المراكشي مصطفى باقبو و 12 راقصا من مجموعة "ستيب أمريكا" المشهورة برقص "ستيبنغ" و هو رقص إفريقي أمريكي يستعمل الجسد كآلة موسيقية. و سيكون المغني الجزائري أمازيغ كاتب مؤسس مجموعة المزج "كناوة ديفيزيون"، نجم إقامة الفنانين الثالثة إلى جانب المعلم الصويري عبد السلام عليكان، حيث سيبرز الفنانين معا التنوع الثقافي لموسيقا المغرب العربي. كما ستثري العديد من حفلات المزج برمجة هذه الدورة التي ستمتد من 24 إلى 27 يونيو الجاري، حفلات لمعلمي كناوة و مجموعة فنانين ذائعي الصيت كالفنانة المغربية فاطمة تابعمرانت، و فايز علي فايز الباكستاني، و ثلاثي الجاز الكوبي "أوراسيو، و كارسن، و كينزي"، و غيرهم من الفنانين المتميزين و المجموعات الشهيرة. و على هامش المهرجان، ستعرف زاويتي حمادشة و كناوة و ساحات المدينة القديمة، كل يوم ابتداء من الثالثة و النصف زوالا، تنظيم حفلات على إيقاعات و ألوان موسيقية متنوعة، تحييها مجموعات كانغا أكادير، و عيساوة، و حمادشة، و أحواش. و ستحتضن منصات الشركاء جنب الشاطئ، حفلات متنوعة بمشاركة مجموعة "سالفا عوس باند" من مراكش، و مجموعة "مازاكان" من الجديدة، و "دركة" من البيضاء، و فوز أناروز"، و "ترومبلان بولوفار"، و "أش كاين"، و غيرها من المجموعات الشبابية. و وفاء لتقاليده، سيحتفي مهرجان كناوة و موسيقا العالم في دوره الثالثة عشرة، بالتقريب بين الثقافات عبر منبر شجرة الكلمات الذي يعد منتدى حواريا مفتوحا يجمع بين الفنانين و الجمهور، يعقد كل يوم ابتداء من الساعة الخامسة بعد الزوال بمقر الرابطة الفرنسية المغربية بدرب العلوج، و تطغى على هذا المنتدى الذي تنشطه الناقدة الموسيقية الفرنسية "إيمانويل أونوران"، روح الحميمية و المشاركة التي تعزز التبادل بين الثقافات في جو أخوي. و للإشارة، ستفتح هذه الدورة "بفنتازيا" (التبوريدة) على الشاطئ، بمشاركة خمسة من كبار الخيالة المنتمين لإقليم الصويرة بحضور معلمي كناوة إيذانا بافتتاح فعاليات المهرجان، و تمثل الفنتازيا فنا عريقا و تقليدا مازال مستمرا في المغرب، من خلال محاكاة هجمات عسكرية لسلاح الفرسان و تسليط الضوء على شجاعتهم، و تشكل الفنتازيا إلى اليوم تعبيرا تقليديا عن فرحة ذات صلة بحدث وطني أو ديني أو إقليمي أو حتى أسري.