2008) خلال حفل رسمي ترأسه عمدة العاصمة الفرنسية بيرتراند ديلانوي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقال السيد ديلانوي في كلمة بالمناسبة "مرحبا بمحمود درويش في وطن الحرية والحب والثقافة (...) في روح باريس"، مؤكدا " أن تسجيل اسمه على هذه الساحة يعد تشريفا للشاعر الفلسطيني الكبير". وأبرز خلال هذا الحفل الذي عرف حضور شخصيات فرنسية وعربية مهمة منها على الخصوص السيدة عزيزة بناني السفيرة المنتدبة الدائمة للمغرب لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، السمات الفنية للراحل درويش " الشاعر الذي استطاع أن يولد من عبقريته الجمال". وأضاف ديلانوي إنه "شاعر نريد أن نكرمه ومن خلاله نريد التعبير عن تقديرنا وإعجابنا باطلاق اسمه على ساحة بباريس تطل على ضفاف نهر السين قرب ممرات الفنون مقابلة لمتحف اللوفر وقرب الأكاديمية الفرنسية، حيث تنفتح الروح على الفنون الجميلة والفكر". وقال إن "باريس تعد مدينة الشعراء، المدينة التي يشعر فيها جميع مبدعي الجمال وجميع محبي الحرية بأنهم في مدينتهم"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق ب"شاعر استمد ابداعيته من المعاناة ومن المنفى ومن الأرض التي فقدها". وأشار ديلانوي كذلك إلى قصيدة محمود درويش المعروفة "أمي"، معتبرا إياها "القصيدة الرائعة المفعمة بالحنان والحب والتي لم تعد ملكا لمحمود درويش بل رمزا للوطن الأم فلسطين ولشعب بكامله". وأوضح عمدة باريس أن "محمود درويش يعد كذلك مقاوما وقائدا لمنظمة التحرير الفلسطينية مزج نضاله السياسي وموهبته الابداعية ليؤلف هذه المجموعة الشعرية الرائعة +لا تعتذر عما فعلت+". وأشار السيد ديلانوي إلى أنه تم التفكير في اطلاق اسم الشاعر الفلسطيني على هذه الساحة " شهورا قبل وفاته" ولم يتم الحسم في ذلك " لبعض الخوف التكتيكي أو للرغبة في خلق التوازن" في إشارة إلى تدشين قبل أسابيع بباريس لميدان أطلق عليه اسم مؤسس اسرائيل دافيد بن غوريون الذي انتقدته عدة منظمات مساندة للفلسطينيين. وقال عمدة باريس إن " رسالة محمود درويش تكمن في عدم التخلي عن الحق الشرعي للشعب الفلسطيني في الحياة والحرية والعيش في دولة قابلة للحياة ومتساوية مع الدول الأخرى (..)". وفي معرض تطرقه لسياق هذا التدشين، أي بضعة أيام بعيد العدوان الاسرائيلي على أسطول الحرية المتوجه لقطاع غزة، أكد ديلانوي أن الحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية "غير مستساغ وغير مقبول ويجب أن يتوقف" منددا بمواصلة الاستعمار. وقال إنه "على بينة بما يفعله الاستعمار في الضفة الغربية والقدس الشرقية" ، مؤكدا أنه يدعم حل الدولتين. من جانبه أوضح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، الذي عبر عن سعادته بالاحتفال بإطلاق اسم الشاعر الكبير محمود درويش، أنه "عندما تحتفي هذه المدينة العريقة بمنشدنا الوطني وراوي ملحمتنا، وبأجمل أصواتنا فهي في الوقت نفسه تحتفي بحق شعبنا في الحرية، وفي العيش بسلام فوق هذه الأرض". وأضاف أنه "عندما تحتفل باريس بمحمود درويش فإنها بذلك تقدم شهادتها على نجاحه الساطع في أن يؤكد قدرة الشعر على أن يكون ممكناً وعذباً ومؤثراً وساحراً في عصرنا المضطرب والقاسي". وقال محمود عباس ، الذي تقدم باسم الشعب الفلسطيني الى المجلس البلدي ولشعب باريس بالشكر والتقدير الكبيرين، إن باريس وهي تحتفل اليوم بمحمود درويش فهي "تحتفل بشاعر أقام فيها عدة سنوات وأحبها، وفي مناخات الحرية والثقافة التي تتنفسها هذه المدينة الساحرة، طور محمود درويش منجزه الشعري". وأبرز الرئيس الفلسطيني أن قرار إطلاق اسم درويش على هذه الساحة الجميلة قرار يليق بباريس المخلصة لتراث الحرية والعدل والمساواة ولتلاقح الثقافات، وهو أيضا لفتة تجعل شعبنا الباحث عن الحرية والاستقلال يشعر بالفخر وبالأمل". وخلص محمود عباس إلى القول "لقد كان درويش يتحدث على الدوام عن اليوم الذي يمكن فيه للفلسطيني أن يعيش حياةً عاديةً كباقي البشر في وطنه المستقل. ونحن شعب محمود درويش نقول إننا سنواصل الطريق كي نصل سريعا إلى ذلك اليوم ". وبعد كلمات الافتتاح تتبع الحضور فقرات موسيقية قدمها "الثلاثي جبران" المنحدر من مدينة الناصرة على العود مصحوبة بتسجيلات صوتية للراحل محمود درويش وهو يتلو بعضا من نصوصه مما أثار في النفوس، من جديد، ذكرى الشاعر العربي الكبير. كما كشف عباس وديلانوي عن اللوحة التذكارية لساحة محمود درويش تحمل عبارة "ونحن نحب الحياة اذا ما استطعنا إليها سبيلا".