إعداد ليلى الشافعي- جدار خاص بالفروسية يضم أحصنة وفرسانا وأجزاء من أحصنة كالرأس والقوائم الخلفية أو الأمامية للفرس وكل ما يمث للفرسية بصلة كالمهن المرتبطة بحوافر الحصان والمرأة الفارسة والسرج والزمام ... إلخ. وجدار ثان يضم بورتريهات لأطفال ونساء ورجال من مختلف الأعمار، ينتمي أغلبهم للفئات المحرومة، كامرأة سوداء اللون قوية البنية تعكس عيناها وملامحها تحديا كبيرا، وكذا الشيخ الذي تكشف ابتسامته عن أسنانه المهترئة وقد حفر الزمن تجاعيد عميقة على جبينه، وعينا الطفلة الهادئة اللذان يعبران عن الرفض ، وقسمات طفل يبتسم ببراءة، وسحنة عازف ناي عجوز... إلخ. كما يضم نصف الجدار الثاني "طبيعة صامتة" تتكون من فاكهة موضوعة على أرضيات أو معلقة، فيما بثت الأزهار هنا وهناك داخل لوحات وزعت بدورها على طول الجدار الثالث بعد وضعها على مراسم. أربع تيمات، إذن، تتمثل في "الفروسية" و"البورتريه" و"الطبيعة الصامتة" و"مواضيع خاصة بالزهر"، علقت اللوحات، التي تتناولها، على ثلاثة جدران في قاعة كبيرة بالمركز الروسي للعلم والثقافة بالرباط الذي احتضن مساء أمس الجمعة افتتاح معرض تشكيلي للفنان المغربي الشاب طه الإدريسي. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال طه الإدريسي إنه لجأ في أغلب لوحاته إلى تقنية الباسطيل، فيما استعمل في أخرى مزيجا من الباسطيل والصباغة المائية، مشيرا إلى أن جميع اللوحات رسمها على الخشب، باستثناء أربعة رسمها على الورق (تبدو للناظر كأنها على القماش). وعن ترتيب مراحل التيمات في تجربته الإبداعية، أشار الإدريسي إلى أنه بدأ بالبورتريه كتيمة أولى تلتها "الطبيعة الصامتة" ثم "الفروسية بصفة عامة" ثم موضوعة "الأزهار والورود" كمرحلة أخيرة. وعن الألوان، قال إنه كان يستعمل ألوانا قليلة في البداية ، ثم مع تجديد التيمات ازداد عدد الألوان المستعملة خصوصا فيما يتعلق بموضوع الورود التي تعتبر مجالا غنيا بالألوان الزاهية مضيفا "أشعر بحرية أكبر في استعمال اللون مع تيمة الورود". وأشار إلى وجود مواضيع لا يتناول فيها إلا جزءا معينا من موضوع الرسم "لأنني أريد أن أكشف ما وراء موضوع القرب، وهو مفهوم له أهميته البالغة في حياة الإنسان، إذ يكفي أن نقترب من الأشياء التي ننظر إليها لينشأ بذلك حوار حميمي بين الناظر والمنظور". للتذكير فهذا أول معرض فردي ينظمه الفنان التشكيلي طه الإدريسي بعد أزيد من عشرة معارض جماعية نظم أغلبها بمدينة الرباط.