14 يونيو)، حيث كان جمهور مدينة الرباط على موعد مساء أمس الجمعة مع حفل جمع نخبة من فناني الجاز الذين ألفوا مجتمعين مزيجا موسيقيا فريدا من نوعه. واستهل هذا الحفل بموسيقى من تقديم الثلاثي نيكوس أنادوليس القادم من اليونان، ذكرت الجمهور الغفير بأن موسيقى الجاز التي تتميز بصخبها المؤثر وعمقها، أفرزت إيقاعات متنوعة وحدت بين مختلف الأذواق، وأنها لا تزال صامدة وتواصل التطور والانصهار في ألوان موسيقية أخرى. وتفاعل الجمهور مع المعزوفات الارتجالية الجميلة التي انتزعت التصفيقات عند نهاية كل وصلة فنية أبدع الثلاثي الموسيقي في تقديمها بقيادة عازف البيانو الشاب نيكوس أنادوليس (19 سنة) الذي أتحف الجميع بمقطوعات تحمل عنوان "قافلة" و"خيال" و"ثلاثة إلى واحد" و"أوراق الخريف". وفي الجزء الثاني من هذا الحفل، التقى عازف الإيقاعات المغربي خالد الكوهن، بالثنائي ماتيلد رونو (بلجيكا) وجوناس كنوتسن (السويد) حيث قدم إيقاعات هندية وإفريقية. ويقيم خالد الكوهن ، المزداد بمدينة فاس ، في باريس منذ 30 سنة. وقد ترعرع منذ طفولته في أحضان الموسيقى المغربية، وانفتح مع مر السنين على عدة ثقافات موسيقية أخرى. ودرس على أيدي عمالقة الموسيقى التقليدية في العالم مثل نتشيا ريباس دالفيا، رئيس قرع الطبل بمدارس سامبا بالبرازيل، وبيير شريزا فينيليس معلم طبل فودو بهايتي، وبانديت شنقر غوش، معلم الطبل بالهند. وإذا كان خالد الكوهن يتميز بشخصية فنية فريدة تدمج إيقاعات وأصوات جميع تجاربه في موسيقى عصرية لا تعترف بالحدود، فإن الثنائي كنوتسن رونو تمخض عن مزيج من الثراء الوجداني والموسيقى الأصيلة، جاز أو كلاسيكية، وبعضا من الموسيقى الشعبية التي تطغى عليها أحيانا تقاسيم برازيلية. وستتواصل حفلات هذه التظاهرة الفنية ليكون الجمهور على موعد غدا السبت مع الفنانكامل حشادي، وهو نجم من النجوم الصاعدة في سماء الساكسوفون بباريس. وسيرافق كامل حشادي عازف الإيقاعات المغربي عبد الفتاح حسيني في لقاء تقاسيم جاز مغربية أصيلة.