أكد السيد محمد القباج رئيس مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة أن هذا المهرجان يعد فضاء للحوار بين الحضارات والديانات. وأوضح السيد محمد القباج،في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء،أن مشاركة 60 فرقة موسيقية مغربية وعربية وأجنبية وأكثر من 70 مثقفا وفيلسوفا وخبيرا في الفنون والآداب من كل الديانات والإيديولوجيات والحساسيات الفكرية في هذا المهرجان هو دليل على أنه منبر لإشاعة وتشجيع التسامح والتعايش اللذين أصبحا ضروريين بالنسبة للشعوب وفي مصلحتها. وأضاف أن للمهرجان رسالة على الصعيد الدولي هي إشاعة "روح فاس" المبنية على أن "هناك بابا مفتوحا للحوار بين الحضارات والأديان". وأكد أن القائمين على المهرجان وضعوا نصب أعينهم منذ الخطوات الأولى لهذه التظاهرة هدف جعله مختلفا عن المهرجانات الأخرى بإضفاء طابع خاص عليه يجعله متطابقا مع روح مدينة فاس وطبيعتها باعتبارها عاصمة علمية ودينية للمملكة،و"العمل على تغيير الصورة النمطية التي يروجها الأعداء عن الأمة الإسلامية والتي تزعم أن المسلمين لا يقبلون الحوار"،مشيرا إلى أن هذه المزاعم لا تخدم المسلمين من الناحيتين الاقتصادية السياسية. وقال السيد محمد القباج في هذا السياق إن العديد من المشاركين الأجانب في المهرجان سواء في تظاهراته الفنية أو في لقاءاته الفكرية أكدوا أن تصورهم عن الإسلام قد تغير عما كان عليه بعد قدومهم إلى المغرب وحضورهم المهرجان. وأشار إلى أن للمهرجان هدفا آخر يتمثل في جلب نوع من السياح الأجانب وتشجيع السياحة الدولية بما يمكن اقتصاد مدينة فاس من الازدهار،مضيفا أن هذه التظاهرة تستقطب أعدادا كبيرة من السياح من كافة القارات،وأن عددا كبيرا من القنوات التلفزية العالمية التي تهتم بالمهرجان وتتحدث عن المدينة. وأضاف أن أكثر من 60 في المائة من جمهور المهرجان من الأجانب وأن ال 40 في المائة المتبقية من هذا الجمهور يأتي أغلبهم من خارج مدينة فاس،مشيرا إلى أن هناك تظاهرات فنية تنظم على هامش المهرجان الرسمي تقام في إطار فقرة "مهرجان المدينة" وتسعى إلى إيجاد نوع من التوازن بالاستجابة للأذواق المحلية بمدينة فاس. وقال رئيس مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة إن برنامج هذه التظاهرة يتضمن كذلك فقرات فنية مفتوحة يحييها فنانون عالميون في الساحات والمواقع الكبرى بمدينة فاس. وأكد السيد القباج أن مهرجان فاس "وصل إلى مرحلة النضج "،معربا عن اقتناعه بأن المسار الذي يسير فيه "مسار صائب". وتحدث عن معايير اختيار الفنانين الذين تتم دعوتهم للمشاركة في المهرجان فقال إن القائمين على تنظيمه يحرصون على أن يكون البرنامج العام لهذه التظاهرة متوازنا من حيث سهراته ومن حيث حضور فنانين ومفكرين وخبراء من جميع الديانات والتيارات الفنية والحساسيات الفكرية،وأن يتم استقدام أرقى ما هو موجود في كل تيار فني وأحسن الأصوات الغنائية والفرق الموسيقية،وأن تكون العروض في طابعها الأصلي سواء في يخص الأداء أو في ما يخص آلات العزف. وأعرب عن ارتياحه للحصيلة العامة للدورة ال 16 للمهرجان،مؤكدا أن هذه الدورة حققت الأهداف المرجوة منها. وأضاف أن هناك كذلك حرصا لدى القائمين على المهرجان على البحث عن الجديد في الدورة المقبلة لكي يحافظ المهرجان على المستوى المطلوب في المستقبل. وقال السيد محمد القباج إن كل المشاركين في المهرجان وخاصة منهم المفكرون والفلاسفة والمختصون الذين شاركوا في " لقاءات فاس " الفكرية أكدوا أن "لمدينة فاس منتوجا (مهرجانا) لا منافس له على مستوى الموسيقى العريقة والحوار الروحاني". وأعلن أن الدورة المقبلة لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة سيكون موضوعها النور،مشيرا إلى أنه تم منذ الآن حصر لائحة الفنانين الذين تعتزم إدارة المهرجان دعوتهم للمشاركة في هذا الدورة.