ورد في ملحق مخصص للمغرب نشرته أمس صحيفة "إيل باييس" الاسبانية أن المملكة تراهن على تحديث وانفتاح اقتصادها من أجل استقطاب الإستثمارات الأجنبية. وأبرز الملحق الذي يقع في 16 صفحة بعنوان "المغرب يتحرك" أن المغرب البلد الناهض الذي لم يتضرر اقتصاده من الأزمة الاقتصادية العالمية يراهن على تحديث قطاعاته الانتاجية وانفتاح اقتصاده لجذب الاستثمارات الأجنبية وغزو أسواق جديدة. وأشار في هذا السياق إلى أن الحكومة المغربية تبذل جهودا هامة لترويج مزايا الاستثمار التي يتيحها المغرب. وأكد الملحق أن صلابة الاقتصاد المغربي وأهمية مسلسل الإصلاحات تحظى بثقة الاتحاد الأوروبي الذي منح الوضع المتقدم للمملكة في أكتوبر 2008 وذلك اعترافا بالجهود التي يبذلها المغرب لإعطاء دفع تنموي جديد في جميع المجالات. وفي هذا السياق أشار الملحق إلى المشاريع الضخمة التي أطلقها المغرب في جميع الميادين ،مبرزا نقاط القوة التي جعلت من المملكة وجهة جذابة للمستثمرين، ويتعلق الأمر بالتحفيزات الضريبية والتدابير الرامية إلى تشجيع إحداث المقاولات فضلا عن يد عاملة تتميز بالمهارة والتنافسية. وذكر الملحق استنادا إلى مدير الوكالة المغربية لتنمية الإستثمارات السيد فتح الله السجلماسي أن "المغرب بصدد تطوير القطاعات الناهضة كالطيران والتقنيات الجديدة للإعلام والاتصال والطاقات المتجددة"، مضيفا أن المغرب وضع أيضا "برنامجا طموحا" لإنجاز 22 مجمعا صناعيا مندمجا وذلك لإتاحة الفرصة للمستثمرين للاستقرار في هذه المنصات بكلفة أقل مما هو عليه الأمر في أوروبا ولكن مع توفير جميع الخدمات والبنيات التحتية اللازمة. وحسب مدير الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات فإنه بفضل موقعه الاستراتيجي كبوابة للقارة الإفريقية وعلاقاته الجيدة مع بلدان هذه القارة فإن المغرب يمكن أن يكون "جسرا" بين إفريقيا وأوروبا.وعلى صعيد آخر خصص الملحق ثلاثة مقالات للتركيز على الدينامية التنموية التي تشهدها مختلف الجهات بالمملكة ،خاصة جهة طنجة - تطوان وتازة - الحسيمة -تاونات والجهة الشرقية والاقاليم الجنوبية. وفي هذا السياق أشار الملحق إلى أن الحكومة المغربية وضعت العديد من البرامج التنموية الهامة في الأقاليم الجنوبية ،لا سيما في قطاعات الكهربة والتزود بالماء الشروب والسكن والتعليم والصحة والبنيات التحتية الأساسية ،مبرزا أن الهدف من ذلك يتمثل في تحسين جودة حياة المواطنين. ولتحقيق هذا الهدف كتب الملحق أن المملكة أحدثت عام 2002 وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية لمواكبة هاته الاستراتيجية التنموية وجعل الجهة "قطبا للاستثمارات ونموذجا للتنمية الجهوية". وأبرز المصدر ذاته أن طنجة - تطوان وتازة - الحسيمة - تاونات والجهة الشرقية شهدت بدورها تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة وخاصة في مجال تعزيز البنيات التحتية السياحية سعيا لجعلها وجهة سياحية متميزة. وفي هذا السياق خصص الملحق حيزا هاما للتطور الذي يشهده القطاع السياحي الوطني بفضل رؤية 2010 التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأوضح الملحق أن المغرب،الذي استقبل عام 2008 أزيد من ثمانية ملايين سائح، على وشك تحقيق الأهداف المحددة في إطار رؤية 2010 وذلك بالرغم من الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية. وأبرز أن المغرب يتوفر على عدة مؤهلات طبيعية تجعل منه وجهة مفضلة للسياحة العالمية، مشيرا في هذا الصدد إلى شواطئه الرائعة بسواحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وجبال الأطلس وغابات الأرز والشلالات والصحراء والواحات والآثار الرومانية والفينيقية والمدن العتيقة. وأكد الملحق استنادا إلى وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد ياسر الزناكي أن سر نجاح المغرب يكمن في "الجمع بين التنوع والصحراء والجبال والطبخ والتراث والثقافة والتاريخ".