دعا المشاركون في ندوة حول فقر الدم المزمن (التلاسيميا) إلى الدفع باتجاه إحداث مراكز للتكفل بالمصابين بهذا المرض بمختلف مدن المملكة، خصوصا تلك التي تتوفر على المراكز الاستشفائية الجامعية. وسجل المشاركون في هذا اللقاء، الذي تم تنظيمه أول أمس السبت من قبل كل من الفيدرالية الدولية للتلاسيميا والجمعية المغربية للتلاسيميا، في توصيات ختام أشغالهم، ضرورة ضمان التكوين للطواقم الطبية والممرضين المتخصصين، مع مجانية نقل الدم الذي يعتبر العلاج الوحيد للتلاسيميا. ودعوا السلطات الوصية إلى منح مزيد من العناية لهذا المرض الوراثي القاتل، مؤكدين على ضرورة تعزيز جهود الجمعية المغربية للتلاسيميا وأمراض الدم إلى جانب التشجيع على إحداث الجمعيات الجهوية لآباء وأولياء المرضى. وقد تم إطلاق نداء أيضا من أجل إقرار برنامج لتحسيس وتعليم المرضى، وكذا إعداد دراسة وبائية مع تشجيع زرع النخاع العظمي كعلاج للتلاسيميا. وسجل المتدخلون أيضا ضرورة الكشف عن الحاملين الأصحاء للجينة المسببة للمرض والذين يحتمل أن ينقلوها إلى أولادهم، وكذا تجهيز المختبرات المخصصة لاختبار وتشخيص المرض، وضمان توفر الأدوية الجنيسة بسعر أقل. وبهذه المناسبة، أشار البروفيسرو لورانس فولكنر المتخصص الإيطالي في زرع النخاع العظمي إلى أن "زرع النخاع العظمي يمثل العلاج الشافي للتلاسيميا"، موضحا أن هذه التقنية غير المتوفرة بعد في المغرب ستكلف أقل من المعالجة عن طريق نقل الدم أو الأدوية الجنيسة للتزود بالحديد والضرورية لحياة كل مصاب بفقر الدم المزمن. وأعرب هذا الخبير الإيطالي، الذي ساهم في إحداث مراكز لزرع النخاع العظمي بعدد من البلدان الآسيوية، عن رغبته في وضع تجربته وخبرته رهن إشارة المتخصصين المغاربة للقيام بعمليات زرع للنخاع العظمي، وذلك في أقرب الآجال. وقد تم خلال هذه الندوة، التي شارك فيها أطباء أطفال ومتخصصون في أمراض الدم بكل من الرباط والدارالبيضاء ومراكش وتطوان وطنجة وخبراء دوليون من فيينا وقبرص والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيطاليا، بحث الجوانب الوبائية والفيزيوباتولوجية والاستشفائية والوقائية والاجتماعية والاقتصادية والدينية المرتبطة بهذا المرض الوراثي الذي يمكن تفاديه بتحليل بسيط للدم قبل الزواج.