أكد مشاركون في يوم دراسي نظم بسلا اليوم الخميس أن الجهوية الموسعة التي يسعى المغرب لإرسائها تشكل آلية تدبيرية فعالة للسياسات العمومية ورهانا طموحا يتوخى انبثاق مجالس ديمقراطية من شأنها النهوض بالتنمية الجهوية المندمجة. وأبرزوا خلال هذا اليوم الدراسي ،الذي نظمه مجلس مقاطعة بطانة بتعاون مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا والجماعة الحضرية لسلا تحت شعار "أي دور للناخب والمنتخب في بلورة الجهوية الموسعة" على أهمية الدور المنوط بالفاعلين السياسيين المحليين في بلورة مشروع الجهوية الموسعة ومساهمتهم في تعزيز هذا الورش الإصلاحي الكبير ودعم التجربة الديمقراطية المحلية والجهوية. واعتبروا أن خطب جلالة الملك ذات الصلة تشكل خارطة طريق واضحة تحدد معالم وخصوصيات الجهوية المنشودة ورهاناتها المتعددة المتمثلة على الخصوص في تحقيق وحدة الدولة والوطن والتراب وكذا تعميق الإصلاحات المؤسساتية الوطنية والتضامن بين الجهات على أسس التكامل واستثمار مؤهلاتها المتعددة. وأوضحوا أن من سمات هذه الجهوية المنشودة مراعاتها للخصوصيات التاريخية والثقافية والحضارية للبلاد وتخويل الجهات صلاحيات وإمكانيات واسعة والعمل على تفادي تداخل هذه الاختصاصات بين مختلف الجماعات المحلية والسلطات والمؤسسات علاوة على جعل الأقاليم الجنوبية في صدارة أولويات هذه الجهوية المتقدمة. ومن أجل تحقيق جهوية نموذجية تستجيب لمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية،دعا المشاركون ،إلى تقوية المشاركة السياسية للناخبين والمنتخبين وضرورة مراعاة التقطيع الانتخابي للخصوصيات الجهوية والتجانس الاقتصادي والثقافي واللغوي والجغرافي بين الجهات وكذا إعادة تحديد اختصاصاتها واعتماد آلية الاقتراع العام المباشر لانبثاقها وتقوية مؤسسات القضاء الجهوي من محاكم ومجالس جهوية للحسابات. وتوقفوا عند خصوصيات التجربة الجهوية الاسبانية التي كان من نتائجها المباشرة تحديث الدولة الاسبانية ومؤسساتها والحفاظ على وحدتها وتماسكها وحرصها على الاندماج الاجتماعي والتماسك المجتمعي وامتصاص النزاعات الانفصالية. وكان السيد رشيد العبدي رئيس مجلس مقاطعة بطانة قد أوضح في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية أن الجهوية تشكل إحدى أسس التنمية المحلية المنشودة ،والديمقراطية المحلية الحديثة ,موضحا أن التجارب الرائدة في مجال الجهوية واللامركزية أثبتت أن الجهوية دعامة قوية للتنمية المحلية وعنصرا أساسيا في الحفاظ على وحدة وتماسك الدولة. ومن جانبه اعتبر عميد كلية الحقوق بسلا أن ورش الجهوية يشكل رهانا مجتمعيا حاسما في مسيرة تكريس الديمقراطية في البلاد ودعم مؤسساتها وتفعيل إدارة القرب بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مشيرا إلى أن هذا اليوم الدراسي يندرج في إطار انفتاح الكلية على محيطها السوسيو-اقتصادي وتبادل التجارب والأفكار حول الأوراش الكبرى المفتوحة في البلاد. وعلى هامش هذا اليوم الدراسي تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين مقاطعة بطانة وكلية الحقوق بسلا تهدف إلى تشجيع جهود البحث العلمي وتعميق الدراسات حول القضايا المحلية وذات الاهتمام المشترك وذلك بهدف الارتقاء بالشأن المحلي ودعم النشاط الثقافي بتراب المقاطعة.