انطلقت صباح،اليوم الأربعاء بالرباط،أشغال الاستشارة الوطنية ال`14 حول "الآفاق السياسية الجديدة للتعليم" بمشاركة أساتذة وباحثين يناقشون التوجهات الكبرى للسياسة التعليمية والتدبير الإداري والبيداغوجي للتعليم ومحتوى المناهج المدرسية في النظام التعليمي المغربي. وأشار المتدخلون في هذا اليوم الدراسي،الذي ينظمه المنتدى المدني الديمقراطي المغربي،إلى أن النظام التعليمي هو بالضرورة انعكاس لمشروع سياسي مجتمعي مع الدعوة لإعادة البناء النظري للسياسات التعليمية بشكل يجعل المتمدرسين قادرين على فهم اختلافات عالم تعددي ويضمن دمقرطة حوار الثقافات ليشمل الأقسام الدراسية. كما تطرقت المداخلات لمسألة العلاقة بين القيم المحلية والكونية في النظام التعليمي وقدرات المتعلمين على استيعاب هذه الثنائية وإشكالية إدماج قيم حقوق الإنسان في النظام التربوي المغربي بالموازاة مع القيم الدينية،مع التأكيد على أن المحيط المؤسساتي والسياسي يؤثر في التطور الأخلاقي للناشئة. وتناولت المداخلات أيضا قضية التمايز الاجتماعي للطبقة المتوسطة من خلال النظام التربوي،موضحة أن المدرسة تشكل بالنسبة لهذه الفئة الاجتماعية موقعا مميزا للتنافس مع الفئات الأخرى من خلال الرأسمال الثقافي. وبخصوص التدبير الإداري والبيداغوجي،تطرق المتدخلون لمسألة الحكامة في النظام التربوي ولمبادئ اقتصاد بديل في مجال التعليم ومستقبل تدبير المؤسسات التعليمية وآفاق التخطيط والإدارة والتوجيه وقضية التفتيش التربوي. وأوضح رئيس المنتدى المدني الديمقراطي المغربي السيد عبد الله ساعف،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش اللقاء،أن هذه الاستشارة الوطنية تندرج في إطار البرنامج المرجعي للمنتدى الذي يتناول ملفات حول قضايا متعددة تهم الصحة والشغل والشبيبة والحماية الاجتماعية والاقتصاد الاجتماعي والمرأة وغيرها،من زواية مدنية قد تختلف عن الفاعلين الآخرين من أحزاب ونقابات وقطاع خاص. وأشار السيد ساعف إلى أن هذا اليوم الدراسي يروم إعادة تشكيل القضية الجوهرية للتعليم ويحاول إبراز آفاق العمل الإصلاحي في هذا القطاع بشكل أكثر تحررا من العادات الثقافية والأنماط التقليدية التي عادة ما تتم معالجة هذه القضية بها. كما أبرز أن اللقاء يولي أهمية محورية لمضامين المناهج الدراسية والمكانة التي يجب أن تحظى بها الثقافة العامة المشتركة في النظام التربوي وكذا الهيكلة الأساسية لمختلف المواد والأسلاك التعليمية،إلى جانب كيفية التعامل مع المواد العلمية والانخراط في حركة الإنتاج العلمي على المستوى الدولي بالموازاة أيضا مع قضية اللغات.