المغرب، وهو المشروع الذي يضع الأسس لمبادرات مستقبلية مشتركة للتعاون في مجال العلوم البحرية بين الطرفين. وسيمول هذا المشروع، الذي يندرج في إطار برنامج للتعاون العابر للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، بنسبة 75 في المائة من ميزانيات الصندوق الأوروبي للتنمية الإقليمية. ووقع الاتفاق، من الجانب الكناري، مدير الوكالة الكنارية لأبحاث الابتكار ومجتمع الإعلام السيد خوان رويس ألثولا وعميد جامعة دي لا لاغونا (تنيريفي) إدواردو دومينيتش مارتينيز ونائب عميد البحث والتنمية والابتكار بجامعة لاس بالماس بكناريا الكبرى فيرناندو ريال بالكارسيل ومدير مركز علوم المحيطات بالكناري ديميتريو دي أرماس بيريز ورئيس شبكة العمل من أجل تدبير الموارد البحرية للمنطقة الإيكولوجية لإفريقيا الغربية مانويل ريي مينديز ومديرة الأبحاث والتكنولوجيا بالمعهد التكنولوجي للكناري السيدة أندريا بريطو ألايون. أما عن الجانب المغربي، فقد وقعه مدير العلوم بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد محمد الحطاب، والمنسق الوطني للشبكة الوطنية للعلوم والتقنيات البحرية السيد عمر الصبحي، بحضور ممثلي مختلف المؤسسات المنخرطة في هذا المشروع الهام. ويتوخى المرصد إحداث إطار للتعاون العابر للحدود بين جزر الكناري والمملكة المغربية عبر إقامة شبكة دائمة للبحث تضم فرقا علمية من المؤسسات المنخرطة، والموزعة في شكل مجموعات عمل مختلفة وفق مجالات الاهتمام. وسيخول المشروع تعزيز تنافسية المناطق البحرية العابرة للحدود بالمغرب (جهتا سوس-ماسة درعة وكلميم السمارة) وبجزر الكناري، فضلا عن الاندماج السوسيو-اقتصادي للترابين الجارين، عبر النهوض بنقل المعارف والمهارات في المجالات ذات الاهتمام المشترك. كما سيساهم في تطوير قدرات المنطقة الأطلسية لجنوب المغرب (السياحة والموارد البحرية والتنمية المستدامة). وسيمكن أيضا من إنتاج ونقل المعارف والنتائج المكتسبة عبر تفعيل برامج بحث من أجل حل المشاكل البيئية وتحسين وضعية القطاع المنتج. وأجمع المتدخلون، خلال حفل التوقيع، على التأكيد على أهمية هذا المشروع في تعزيز علاقات التعاون العلمي بين المغرب والأرخبيل الإسباني المجاور، والتي شهدت دفعة جديدة خلال السنوات الأخيرة في مختلف المجالات. وأعرب السيد الحطاب في كلمة بهذه المناسبة عن ارتياح وزارة التربية الوطنية لنجاح هذا المشروع الذي يكتسي "أهمية كبرى"، مشيدا بجودة وكثافة التعاون العلمي بين المغرب وإسبانيا. وذكر في هذا الصدد أنه تم تمويل 110 مشاريع بشكل مشترك من البلدين في مختلف المجالات، مبرزا القدرات الهامة للتعاون القائمة بين المملكة وجزر الكناري. ويرتقب إنجاز تسعة مشاريع للتعاون في المغرب بمشاركة المجموعة المستقلة لجزر الكناري تمت المصادقة عليها في إطار برنامج التعاون العابر للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وكان ما مجموعه 32 مشروعا تهم قطاع التعاون الأطلسي الذي يضم جزر الكناري والجهات الحدودية لكلميم-السمارة، وسوس- ماسة- درعة ، العيون- بوجدور- الساقية الحمراء تتطلب دعما بقيمة 3ر16 مليون أورو يقدمه الصندوق الأوروبي للتنمية الإقليمية تم تقديمها في إطار المرحلة الأولى لهذا البرنامج، حيث تم انتقاء تسعة مشاريع. وتروم هذه المشاريع النهوض بتطوير التعاون الترابي للمناطق الحدودية بين إسبانيا والمغرب، عبر تعزيز العلاقات الاقتصادية وشبكات التعاون القائمة. ويطمح الاتحاد الأوروبي، من خلال هذه المشاريع، حسب مسؤولي الحكومة المستقلة الكنارية، إلى المساهمة في تعزيز فضاء الاستقرار والسلم والأمن والنمو الاقتصادي، وذلك في إطار علاقات حسن الجوار مع بلدان مجاورة أخرى.