اختتمت أمس السبت فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي "ماطا" الذي نظمته جمعية الغمرة للثقافة والتنمية بين 20 و 22 ماي الجاري بالجماعة القروية أحد الغربية بضواحي مدينة طنجة. وتمكن المهرجان من بعث الروح في لعبة "ماطا"، التي تعتبر واحدة من بين أقدم المنافسات الشعبية بين قبائل منطقة جبالة، والتي تدور أحداثها حول الصراع القبلي على "المرأة"، من خلال تنافس مجموعة من الفرسان حول دمية على شكل "عروس".
وفسح المهرجان المجال للتعريف بلعبة "ماطا"، التي كانت قد قاربت على الاندثار، لدى جمهور الزوار والمتفرجين، إذ احتدم الصراع بين مجموعة من الفرسان فوق جيادهم، يسعون إلى الانتصار، لكن بأنفة وشيم الفرسان المغاربة القدماء.
وتتقدم أسراب الفرسان، رافعة راية المغرب وأعلام بألوان زاهية، تباعا لإظهار مهارات المناورة والتسابق، بينما يسعى فرسان آخرون إلى اختطاف "العروس" والفرار بها إلى وجهة أخرى، حتى حسم الصراع لفائدة أحد الجانبين.
وتتمحور أنشطة المهرجان على هذه اللعبة التقليدية، التي اشتق اسمها من فعل "امتطى" في اللغة العربية، على إثبات قوة وحظوة رجال القبيلة الفائزة، وهي لعبة كانت قبائل منطقة جبالة قد دأبت على تنظيمها سنويا، على أهازيج وزغاريد نسوة القبائل في جو احتفالي، مع القرب من انتهاء موسم الحصاد والقطاف، خصوصا حينما يكون الموسم الفلاحي جيدا.
وأبرز مدير المهرجان السيد نمط بوغابة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أن الدورة الرابعة من هذه التظاهرة الثقافية الشعبية كانت "ناجحة جدا واستقطبت العديد من المتفرجين من داخل المغرب وخارجه"، مشيرا إلى أن "ثلاثة أيام من عمر المهرجان مرت في جو من الاحتفال بالتراث الشعبي والتعريف به في الخارج لدى الجمهور والفرق الأجنبية المشاركة".
وأضاف أن المهرجان واصل خلال دورته الحالية على العمل على ضمان الإشعاع الدولي من خلال مشاركة مجموعة من الفرق الموسيقية الشعبية من خارج المغرب.
ويسعى المهرجان الدولي "ماطا" لأن يصبح موعدا سنوي للفنون الشعبية بمختلف ألوانها وأصنافها، لتشكيل باقة متنوعة تبرز القدرة على التعايش بعيدا عن الخلط والصور النمطية المسبقة.
وتضمن برنامج المهرجان عروضا موسيقية وفنية متنوعة، إذ انطلقت الفرجة بعرض لمحترفي الألعاب الخطيرة، وعرض لموسيقى الفلامينكو الإسبانية، ومجموعات للطقطوقة الجبلية ومجموعة "المشاهب"، إضافة إلى عرض مشترك بين مجموعات مغربية وأجنبية.
كما قدم المهرجان كوكتيلا لمجموعة من العروض الفلكلورية المتنوعة، أبرزت مدى تباين الألوان الموسيقية التقليدية بين كل من الدول المشاركة، في لوحة بديعة تمتزج فيها الثقافات والأذواق، كما فسح المهرجان المجال لتقديم عرض مسرحي بالهواء الطلق بالقرب من الموقع التاريخي "زيليل".
وحتى يعرف المهرجان بالمؤهلات التي تزخر بها المنطقة، أقيم بجوار منصة العرض للمهرجان، طيلة أيام المهرجان، معرض للمنتوجات المجالية من إنتاج السكان المحليين، وقد كانت مناسبة لإبراز المنتجات التقليدية والتراثية للزوار.