تنظم جمعية الغمرة للثقافة والتنمية الدورة الرابعة من المهرجان الدولي "ماطا" ما بين 20 و 22 ماي الجاري بجماعة أحد الغربية بضواحي مدينة طنجة. ويضم برنامج هذه الدورة، المنظمة تحت شعار "ملتقى الثقافات في الطبيعة البرية"، مجموعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية المتنوعة المستوحاة من التراث الشعبي للمنطقة، والتقاليد المشابهة لبعض الدول الأوربية. وتتمحور أغلبية أنشطة المهرجان حول اللعبة التقليدية "ماطا"، التي يشتق اسمها من الفعل العربي "امتطى"، وتقوم على تنافس مجموعة من الفرسان على ظهر الجياد للظفر بدمية تمثل "المرأة"، يسعى كل فارس لاختطافها والهروب بها إلى قبيلته. غير أن مهمة الفارس لن تكون سهلة بالنظر إلى أن الفرسان المنافسين يتربصون به في كل منعطف لانتزاع الدمية وإثبات التفوق، وبالتالي تعزيز حظوة القبيلة الفائزة، وهو اليوم الذي ينتهي على إيقاع أهازيج وزغاريد نسوة القبائل في جو احتفالي، يبشر بانتهاء موسم الحصاد والقطاف. وأبرز منظمو المهرجان أن نجاح الدورة الثالثة التي عرفت مشاركة العديد من الفرق الشعبية الأجنبية القادمة من شمال أوروبا، يحث على مواصلة العمل على ضمان الإشعاع الدولي للمهرجان، من خلال توجيه الدعوة هذه السنة إلى بعض المشاركين من ألمانيا والبوسنة وبوليفيا وبلجيكا وإسبانيا والولايات المتحدة ولبنان وبريطانيا وأيرلندا. وأوضحوا أن مهرجان "ماطا" يسعى لتكريس مكانته كموعد سنوي للفنون الشعبية بمختلف ألوانها وأصنافها، لتشكيل باقة متنوعة تبرز القدرة على التعايش بعيدا عن الخلط والصور النمطية المسبقة. ويضم برنامج المهرجان عروضا موسيقية وفنية متنوعة، إذ تنطلق الفرجة بعرض لمحترفي الألعاب الخطيرة (اللعب بالنار)، وعرض لموسيقى الفلامينكو الإسبانية، ومجموعات للطقطوقة الجبلية ومجموعة "المشاهب"، إضافة إلى عرض مشترك بين مجموعات مغربية وأجنبية. وسيخصص اليوم الأخير من المهرجان إلى مجموعة من العروض الفلكلورية المتنوعة التي ستبرز مدى تباين الألوان الموسيقية التقليدية بين كل من الدول المشاركة، في لوحة بديعة تمتزج فيها الثقافات والأذواق. كما سيتم تقديم عرض مسرحي مغربي على الموقع التاريخي "زيليل"، وتنظيم رحلة بالمنطاد فوق سماء العرض، تنطلق من مدينة أصيلة نحو ميدان لعبة "ماطا" بالجماعة القروية أحد الغربية. ولجعل المهرجان يعرف بالمؤهلات التي تزخر بها المنطقة، سيتم تنظيم معرض للمنتوجات المجالية من إنتاج السكان المحليين طيلة أيام المهرجان، لتعريف المشاركين الأجانب بالمنتجات التقليدية والتراثية.