تم أمس الثلاثاء بالرباط التوقيع على اتفاقية شراكة لتمويل تجهيز وتسيير المركب الاجتماعي الجديد عين عتيق، بقيمة إجمالية تبلغ 17 مليون درهم، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وتهدف هذه الاتفاقية، الموقعة بين وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، والتعاون الوطني، ومجلس الجماعة الحضرية للرباط، ومجلس عمالة الرباط، وجمعية أصدقاء المركب الاجتماعي عين عتيق، إلى تقوية قدرات الاستقبال داخل هذا المركب من أجل الحد من ظاهرتي التشرد والتسول وكذا إحداث فضاء ملائم لإيواء وإدماج الأشخاص في وضعية صعبة خصوصا النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة. ويضم المركب الاجتماعي الجديد، الذي عهدت مهمة تسييره، بموجب هذه الاتفاقية، إلى "جمعية أصدقاء المركز الاجتماعي عين عتيق" التي يترأسها السيد فتح الله ولعلو عمدة الرباط، مركزا طموحا للتكوين متعدد الاختصاصات من شأنه تمكين الشباب والنساء من تكوين وتأهيل يسهل ولوجهم لسوق الشغل. وتجدر الإشارة إلى أن أشغال بناء المركب الاجتماعي عين عتيق تم تمويله من طرف أحد المحسنين بغلاف مالي يصل إلى 80 مليون درهم، وتبلغ طاقاته الاستيعابية 1300 شخصا في وضعية هشاشة. وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السيدة نزهة الصقلي، خلال حفل التوقيع، إن طموح الوزارة يتمثل في العمل على جعل المركز الاجتماعي لعين عتيق مركزا نموذجيا على مستوى البنيات والمرافق وكذا على مستوى الخدمات التي يقدمها لمختلف الشرائح من المستفيدين، داعية إلى تظافر مجهودات التعاون المؤسساتي حتى تتوفر العاصمة على مختلف المراكز الاجتماعية للقرب، في المستوى المطلوب خصوصا في مجالات حماية الطفولة والإسعاف الاجتماعي المتنقل والفضاءات متعددة الوظائف الخاصة بالنساء. وأوضحت أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ركزت على الرفع من وتيرة ومستوى البرامج في مجال الحماية الاجتماعية لفائدة الأشخاص الذين يعيشون في وضعية هشاشة ويعانون من الإقصاء الاجتماعي، وكذا من نوعية وجودة الخدمات وإحداث المؤسسات المتخصصة، وملاءمة هذه الخدمات مع حاجيات مختلف الشرائح الاجتماعية المستهدفة مع العمل على الزيادة من مستوى مهنية مختلف الموارد البشرية. واستعرض والي جهة الرباط-سلا-زمور-زعير السيد حسن العمراني حصيلة المبادرة الوطنية على مستوى مدينة الرباط، موضحا أن عدد المشاريع المنجزة أو التي في طور الإنجاز بلغ 233 مشروعا تم تمويله بنسبة 60 بالمائة من طرف الشركاء المحليين والوطنيين بمبلغ إجمالي يفوق 300 مليون درهم. وثمن الوالي، خلال هذا اللقاء، انخراط الفاعلين المحليين، وخصوصا الهيئات المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني، في هذا الورش الملكي الكبير، مبرزا خصوصيات النموذج الجديد للحكامة الذي جاءت به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المبني على مفهوم جديد لتسيير الشأن الاجتماعي المرتكز على المشاركة والتتبع والتقييم. ومن جهته، ثمن رئيس المجلس الجماعي للرباط السيد فتح الله ولعلو مختلف المشاريع التي تم إنجازها في إطار المبادرة الوطنية، مشددا على ضرورة تقييم حصيلة هذه الورش المجتمعي الكبير على المستوى الوطني والإقليمي والمحلي من أجل استشراف المستقبل. من جانبها، أوضحت السيدة نادرة الكرمعي العامل المنسق للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن عدد المشاريع المنجزة في إطار هذه المبادرة منذ انطلاقتها بلغ 19 ألف و800 مشروعا استفاد منها حوالي 8ر4 مليون شخصا بغلاف مالي إجمالي يقدر ب`7ر11 مليار درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية بمبلغ 1ر7 مليار درهم.