أكدت مجموعة من المغربيات المختطفات من طرف عصابة (البوليساريو) على أشكال التعذيب والمآسي التي عانين منها أثناء اختطافهن أو احتجازهن في ظروف لا إنسانية بمخيمات تندوف . ونقل برنامج "مختفون" الذي بثته القناة الثانية (دوزيم) مساء أمس الخميس شهادة السيدة فددي مكور التي عادت سنة 1999 إلى أرض الوطن ، عن المأساة التي عاشتها على مدى 22 سنة ، حيث اختطفت من حضن زوجها الأول لترغم على الزواج من رجل ثان دون حصولها على الطلاق لتدخل في رحلة أخرى من العذاب . وانتقل البرنامج إلى منطقة البيرات ( ضواحي آسا ) لينقل شهادات عن مدى الوحشية التي تعاملت بها عصابات (البوليساريو) أثناء اختطافها سنة 1979 ما يقارب ثلثي ساكنة البلدة المتكونة بالخصوص من أطفال قضى معظمهم نحبه في رحلة العذاب ونساء أرغمن على ترك أزواجهن والزواج ثانية خوفا على حياتهن. وأكد السيد محمد مولود الشويعر ، رئيس جمعية ضحايا سجون ومعتقلات البوليساريو ، أن "عصابات (البوليساريو) اختطفت النساء والأطفال ومارست عليهم أبشع أنواع الهمجية ، موضحا أن من أسباب لجوء (البوليساريو) إلى استهداف النساء والأطفال الضغط الذي تعرضت له آنذاك ميدانيا وعسكريا من طرف القوات المسلحة الملكية . أما السيدة العزيزة ترفاس ، فلم تنس اختطاف أختيها ، اللتين قضت إحداهما نتيجة الصدمة والتعذيب وحرقة فراق ابنها ، الذي ترك وحيدا منذ سنته الرابعة ، وأختها الثانية ، التي أكرهت على الزواج خوفا على حياتها . ومن منطقة تويزكي (ضواحي آسا) نقل البرنامج عن السيد علي كديوار ، رئيس جماعة تويزكي استحضاره للجرائم التي ارتكبتها عصابات (البوليساريو) بحق أفراد قبيلة آيت أوسا من خلال تقطيع أوصال الأسر ، بتفريق الزوجة عن الزوج والأم عن الأبناء ، انتقاما من إخلاص أبناء المنطقة لوطنهم وتشبثهم بوحدته . وضمن الشهادات التي أوردتها القناة عن مدى فظاعة الجرائم التي ارتكبتها (البوليساريو) في حق نساء المنطقة أكدت السيدة فريحة أن الكابوس الذي عاشته خلال اختطاف خالتيها لا يفارقها بالرغم من مرور عقدين من الزمن . واستعرض البرنامج أيضا أوضاع أسر بمنطقة تويزكي ، تختزل فظاعة الجريمة التي اقترفتها عصابات (البوليساريو) في حقها من خلال تقطيع أوصالها بتفريق الزوجة عن زوجها والأم عن أبنائها .