أكد سفير الفيدرالية الروسية بالمغرب السيد بوريس بولوتين،اليوم الخميس بالرباط،أن بلاده تشيد بالدور الذي اضطلعت به المملكة تحت قيادة جلالة المغفور له محمد الخامس بالاصطفاف إلى جانب قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية بغرض هزم القوى الظلامية النازية. وأشار السيد بولوتين، خلال لقاء مع الصحافة بمناسبة تخليد روسيا في تاسع ماي الجاري للذكرى ال65 ل"يوم الانتصار" ضد النازيين،إلى أنه "منذ بداية الحرب،في ثالث شتنبر 1939،ألقى جلالة المغفور له محمد الخامس خطابا أعلن فيه بوضوح أن المغرب يدعم القوات المناهضة للنازية،وهو الخطاب الذي تمت تلاوته في جميع مساجد المملكة". وأضاف أن "أزيد من 90 ألف مغربي شاركوا في الحرب العالمية الثانية بالعديد من الجبهات بالمغرب العربي وفرنسا وإيطاليا وكورسيكا،وفي العديد من المناطق الأخرى،وأن الآلاف من الجنود قضوا نحبهم في هذه المواجهات". وبعد أن أشاد بجودة العلاقات التي تجمع بين المملكة المغربية والفيدرالية الروسية،عبر الديبلوماسي الروسي عن أمله في أن تتطور العلاقات الثنائية أكثر فأكثر بالنظر لمؤهلات البلدين خاصة في القطاع السياحي. وقال إن إطلاق خط بحري جديد مباشر بين البلدين متم السنة الجارية من شأنه أن يشجع تدفقات السياح الروس في اتجاه المغرب،كما أن انعقاد اللجنة المشتركة المغربية الروسية في دورتها الرابعة قريبا قمين بأن يعطي دفعة جديدة لهذا التعاون. وبخصوص تخليد "يوم الانتصار"،أوضح السفير أن هذه الحرب،التي تجاوزت أبعادها كافة الحروب المسلحة السابقة التي شهدتها الإنسانية،لم تكن مجرد مواجهة بين مختلف مصالح الدول والإيديولوجيات ولكن بين مقاربات غير قابلة للتوفيق توجد على طرفي النقيض وتستند إلى رؤية ترهن الوجود الإنساني ككل. وقال السيد بولوتين إن "الحرب العالمية الثانية انتصرت فيها جميع قوى التحالف المناهضة لهتلر،لقد كان انتصارنا المشترك،وليس لأحد الحق في تبخيس الثمن الذي دفعته بلادنا وشعبنا خلال الحرب،ولا التقليل من حجم الجرائم التي ارتكبها النازيون". وشدد على أن "الحصيلة الرئيسية للحرب ليست مجرد انتصار لتحالف دول على أخرى،ولكنه كان انتصارا للقوى الخلاقة والحضارية على القوات الهمجية والتخريبية". وبخصوص الوضع العالمي الراهن،أكد السفير أن الإنسانية تواجه تحديا عالميا جديدا يتمثل في الإرهاب الدولي الذي هو أيضا خطير كالفاشية. وحذر من أن "أسس الحضارة مهددة من جديد"،موضحا أن الإرهاب،كما كان الأمر بالنسبة للفاشية،ليس لديه ما يقترحه على العالم سوى العنف واحتقار الحياة الانسانية والاستعداد لانتهاك أبسط قواعد الأخلاق الإنسانية. وأشار إلى أنه،وكما كان الأمر منذ 65 سنة،"لا يمكننا مواجهة مثل هذا التهديد إلا على أساس التضامن والثقة المتبادلة"،قبل أن يضيف أن "واجبنا تجاه أولئك الذين ضحوا بدمائهم لحماية الإنسانية من الفاشية هي،قبل كل شيء،تأسيس حاجز في طريق انتشار أفكار التعصب واللاتسامح والتفوق العرقي أو القومي أو الديني". وأكد سفير الفيدرالية الروسية بالمغرب أن تماسك دول التحالف ضد الإرهاب والتطور المتناغم للعلاقات بين مختلف القوميات والطوائف والتسامح والاحترام المتبادل وكذا التنوع الثقافي،جميعها تعد الشروط الأساسية لتحقيق النصر على قوى الكراهية والانفصال والتطرف.