بقلم: رشيد ماموني تتميز جمهورية الدومنيكان، التي تراهن على استقطاب أربعة ملايين سائح خلال السنة الحالية، بعرض سياحي متنوع يختلف عن النماذج التقليدية المعروفة بسياحة "الشمس والشاطئ"، والتي تعتبر مألوفة في مجموع دول الكراييب. وفي هذا السياق، قال نائب وزير السياحة الدومينكاني فاوستو فيرنانديز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "نريد تحقيق الاختلاف مقارنة مع باقي دول الكراييب"، وذلك من خلال تطوير قطاع السياحة الإيكولوجية وتثمين الغنى الثقافي الذي نتوفر عليه. وأشار المسؤول الدومنيكاني، إلى أن هذا العرض الثقافي ينبع من معطى يفيد بأنه انطلاقا من جمهورية الدومنيكان "ولدت أمريكا الجديدة"، بما أن أول كاتدرائية وأول مستشفى وأول جامعة للعالم الجديد شيدت على ترابها. وتم تأسيس العاصمة الدومنكانية سانت دومينغ دي كوزمان، سنة 1496، بعد وقت قليل من قدوم المستكشف كريستوف كولومبوس، حيث تم إعلان حيها الاستعماري ثراثا للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو. ومن جهة أخرى، تعرف جمهورية الدومنيكان ب"صيفها الأبدي"، حيث يتم بالكاد الشعور بتغيرات درجة الحرارة، وهو ما يمكن من جذب سياح شغوفين بالشمس ودرجات الحرارة المعتدلة طيلة أيام السنة. وتتميز جغرافيا الدومينكان بتناقضات مثيرة للدهشة، حيث توجد بها القمة الأكثر علوا بمنطقة الكراييب، وشواطئ مبهرة على المحيط الأطلسي بالشمال، وبحر الكراييب في الجنوب، ومناطق بوسط البلاد لا تزال عذراء وكأنها تنبثق من الأدغال الإفريقية. واعتاد الدومنكانيون، انطلاقا من قناعة تجريبية، على القول بنوع من الافتخار، إن بلدهم "يباركه الرب"، اعتبارا لأنه في الوقت الذي شهدت فيه جميع جزر الكراييب هول الأعاصير والزلازل بدرجات مختلفة، (آخر حالة تتمثل في هايتي المجاورة)، تظل المناسبات التي عرفت فيها جمهورية الدومنيكان مثل هذه الكوارث جد نادرة. وبخصوص سياحة لعبة الغولف، إحدى أكبر عناصر الجذب التي تتميز بها البلاد، يتوفر قطاع السياحة الدومنيكاني حاليا على 27 ملعبا للغولف ذات جودة دولية، كما أن البلاد تعد لبناء 50 ملعبا جديدا. وأشار المسؤول الدومنيكاني إلى أن الفاعلين السياحيين بالجمهورية يستهدفون من خلال هذا المشروع الضخم، على الخصوص، سوقا تضم 34 مليون لاعبا للغولف بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وشرعت الحكومة الدومنيكانية، علاوة على المحطة الساحلية بونتا كانا المعروفة على الصعيد العالمي، والتي تتواجد في أقصى شرق جزيرة إيسبانيولا (التي تتقاسمها كل من جمهورية الدومنيكان وهايتي)، في إنجاز برنامج ضخم لتطوير مشاريع جديدة تهم البنيات التحتية الفندقية بجنوب وشمال الجزيرة. ويتعلق الأمر حسب السلطات الدومنكانية، بتثمين تشكيلة مجالية "فريدة في العالم"، تضم مغارات مزخرفة بفن النحت الصخري التي تعود لأزمنة سحيقة، والأنهار الجوفية والحدائق الطبيعية التي لا تزال على وضعيتها البرية. وقام فاوستو فيرنانديز بتعداد باقي الإمكانيات التي تحاول الحكومة الدومنيكانية تطويرها، على الخصوص سياحة الأعمال والرحلات البحرية التي تفد خاصة من الولاياتالمتحدة، بما أن البلد يتوفر على ثلاثة موانئ لرسو البواخر السياحية. ويشكل الأمريكيون الأغلبية الكبرى من السياح الذين يختارون جمهورية الدومنيكان، على اعتبار أنهم يمثلون نصف الزوار، يليهم السياح الكنديون والفرنسيون والإسبان ثم الألمان. وأكد المسؤول الدومنيكاني على عزم بلاده تغيير الصورة التي تربط السياحة الدومنكانية بالنموذج التقليدي المتعلق بمعطى "الشمس والشاطئ"، من خلال إبراز الكنوز الثقافية التي تزخر بها البلاد، وخصوصا المآثر التارخية التي تعود إلى حقبة الاكتشافات والفلكلور، وكذا مطبخ ما قبل الفترة الإسبانية والكريولية. ومن جهة أخرى لا تهم إرادة التنويع، العرض السياحي لجمهورية الدومنيكان فقط، ولكن البلدان التي ينحدر منها هؤلاء السياح الذين يقبلون بشكل متزايد على هذه الوجهة. ويعتبر فاوستو فرنانديز، أن السوق المصدر الذي يسجل حاليا نوعا من "الازدهار" يتمثل في سوق أمريكا الجنوبية، وتحديدا كل من البرازيل والأرجنتين والشيلي وكولومبيا. واعتبارا لقرب السوق الإسباني إلى المغرب، لم يستثني المسؤول الدومنيكاني إمكانية تطوير سبل التعاون مع القطاع السياحي بالمملكة، من خلال تنظيم زيارة استطلاع لفائدة الفاعلين المغاربة، في وقت قريب، بجمهورية الدومنيكان.