أكد ياسر الزناكي وزير السياحة والصناعة التقليدية أن القطاع السياحي شكل قطب الرحى في المحادثات التي جرت بين المغرب وبولونيا خلال الزيارة الرسمية التي قام بها رفقة وفد هام بمناسبة تخليد الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية بولونيا. وقال الوزير في عرضه المقدم أمام مجلس الحكومة الذي التأم يوم الخميس 4 فبراير الجاري أنه بهدف الاستفادة من مؤهلات السوق السياحية البولونية، تم التوقيع على أربع اتفاقيات شراكة مع أربع منظمي أسفار بولونيين، رواد في السوق السياحية المحلية، ويتعلق الأمر ب: إيطاكا، نيكيرمان، تريادا، ووازيس. كما تم التوقيع أيضا على اتفاقية شراكة مع الخطوط الملكية المغربية، تنص على التزام هذه الأخيرة بتأمين ثلاث رحلات في الأسبوع، تربط بين أكادير وفارسوفيا ذهابا وإيابا عبر الدارالبيضاء، وذلك ابتداء من شهر أبريل القادم. وأكد وزير السياحة والصناعة التقليدية خلال هذا الإجتماع أن توقيع هاته الاتفاقيات الخمس يعد خطوة هامة حدا، بالنظر إلى أنه يمنح دفعة قوية لانطلاق مرحلة جديدة لترسيخ حضور المغرب كوجهة سياحية في السوق البولونية، والتي أضحت تعد من ضمن الأسواق الكبرى المصدرة للسياح (حوالي 8 مليون سائح بولوني سنويا) وفي هذا السياق، أعلن ياسر الزناكي أن المغرب عرف تزايداً تدريجيا لعدد السكان البولونيين الوافدين عليه، بحيث أنه سجل في سنة 2004 توافد 9 آلاف سائح بولوني، ليرتفع هذا الرقم إلى أزيد من 31 سائح سنة 2007، و36 ألف سائح خلال سنة 2009. ومن المرتقب أن يرتفع عدد السياح البولونيين الذين يختارون المغرب كوجهة إلى نحو 60 ألف سائح سنة 2010، ثم إلى 100 ألف سائح خلال سنة 2011، مما سيسهم لامحالة في الرفع من العائدات السياحية بمليار درهم سنويا. وأعلن وزير السياحة والصناعة التقليدية أنه سيتم الانطلاق في حملة إشهارية مؤسساتية ببولونيا ابتداء من 15 فبراير الجاري لتحسين صورة المغرب السياحي، وذلك بهدف الرفع من تنافسيته مقارنة مع مصر التي تستقبل حاليا مايقارب 450 ألف سائح بولوني، وتونس التي تستقطب ما يناهز 156 ألف سائح بولوني. وموازاة مع الحملة الإشهارية، ستتم إقامة جملة من التظاهرات في أهم المدن البولونية: (أسبوع مغربي سياحي يتم خلاله عرض المنتوج المغربي السياحي، إضافة إلى منتوجات الصناعة التقليدية التي ستلقى دون شك إقبالا كبيراً من لدن المستهلك البولوني، مقابل إقامة أسبوع سياحي بولوني بالمغرب. كما سيتم تنظيم رحلات إلى المغرب لفائدة الصحافة الأوروبية وصانعي القرار المحليين ومنظمي الأسفار، ناهيك عن المشاركة في مختلف المعارض الدولية والأنشطة والتظاهرات السياحية التي تقيمها كل من بولونيا والمغرب. يذكر، أن المغرب عمل تاريخيا على بناء صورة قوية وإيجابية لدى السوق السياحية الفرنسية خاصة، وبعد ذلك، وبفضل ارتفاع ميزانية المكتب الوطني المغرب للسياحة تدريجيا منذ 2001، أي بعد الإعلان عن رؤية 2010 مباشرة، تمكن من وضع وتمويل خطط إضافية لغزو الأسواق الأخرى المجاورة، ويتعلق الأمر ب: إسبانيا، ألمانيا، إنكتلرا، إيطاليا وبلجيكا التي تعتبر من أهم الأسواق المصدرة للسياح على المستوى العالمي.