دعا الفنانون المشاركون في المهرجان الدولي الثاني للتشكيل وفن الفتوغرافيا، الذي احتضنته مدينة مكناس مؤخرا، إلى تأسيس "الاتحاد العربي والدولي للفنانين التشكيليين". وأوضح المشاركون في هذا المهرجان أنهم يسعون من خلال تأسيس هذا الاتحاد إلى جعله فضاء للحوار والتواصل على أرض المغرب وبسط مساحة هذه الفنون ونشر ثقافتها لدى جمهور واسع. وأسس المشاركون في هذه التظاهرة، التي نظمتها جمعية "إبداع وتواصل" بمشاركة أزيد من 80 فنانا تشكيليا ومبدعا في الفن الفتوغرافي يمثلون 20 دولة عربية وغربية خاصة إسبانيا وأستراليا وبلجيكا، لجنة تحضيرية يرأسها الفنان عبد الفتاح الجابري، للسهر على تهييء مشروع الاتحاد الذي ستحتضنه العاصمة الإسماعيلية. وشكل هذا الحدث فرصة للعارضين العرب والغربيين، خاصة الذين يزورون المغرب ومكناس بالتحديد لأول مرة، للإطلاع على ما تزخر به المنطقة من تاريخ عريق وحضارة تجسدها العمارة والمعالم التاريخية وما تشكله المدينة العتيقة بألوانها الساحرة الممزوجة بلون التراب والأسوار والفضاء العام لهذه الأماكن، وما تعكسه من ضوء يميزها عن باقي أماكن العالم. كما تميز المهرجان بتنظيم لقاءات ساهم فيها بعض الفنانين وشكلت لحظات للحوار الثقافي والحضاري واستحضار تجارب فنية تشكيلية وتقييمها، والتطرق إلى بعض المواضيع التي تهم الفن التشكيلي المعاصر. وشهدت التظاهرة تنظيم معارض فنية جماعية عكست تنوعا في المدارس والاتجاهات الفنية التي يعتمدها كل فنان، إلى جانب معارض صور التقطتها عدسات المشاركين في قسم الفن الفتوغرافي، وانفتحت جلها على الجمهور الواسع الذي نسج من خلالها علاقات تواصل مع الفنانين بساحة باب منصور العلج ب"الهيدم". وخصص الفنانون المشاركون لحظات من المتعة للأطفال نزلاء مؤسسات خيرية أطلقوا خلالها العنان لخيالهم ومداعبة الريشة عبر إشراكهم في إنجاز لوحات فنية تشكيلية وأخرى فتوغرافية تنبض بأحلامهم الصغيرة. واعتبرت الجمعية المنظمة لهذا النشاط الثقافي أن الحفاظ على استمرارية هذا الحدث وتكريسه تقليدا سنويا، سيمكن المدينةالإسماعيلية من فتح نافذة تطل من خلالها على العالم، مشددة على أن الرهان الحقيقي لتنظيم هذه التظاهرة يكمن في جعل هذه المدينة قبلة للفنانين التشكيليين من كل الآفاق الجغرافية ليكون إضافة لألقها وإشعاعها وتفتح شهيتهم لزيارة باقي مناطق المغرب. كما اشتمل برنامج هذه التظاهرة الثقافية على تكريم الفنان التشكيلي عبد الفتاح الجابري ذي الأصول المكناسية وأحد الفنانين المغاربة الذين نحتوا أسماءهم بلون الريشة في المشهد الفني المغربي والعربي والدولي. والجابري الذي يعد من الأسماء التي لمع بريقها في الفن التشكيلي المعاصر بالمغرب، وشكلت لوحاته مواضيع حول المغرب بكندا وإيطاليا، عضو بالجمعية الوطنية للفنانين التشكيليين، وهو حاصل على دبلوم التعليم العالي للفنون الجميلة من لييج ببلجيكا، وعلى الشهادة الجامعية للدراسات الأدبية شعبة الفنون والآداب وهو أستاذ في الفن التشكيلي.