شكل موضوع "المحافظة على البيئة، مسؤولية الجميع" محور يوم تحسيسي نظم اليوم السبت بالجماعة القروية أوريكة التابعة لإقليمالحوز، وذلك في إطار الاحتفال بيوم الأرض. وتعتبر هذه التظاهرة، التي نظمت بمبادرة من جمعية الأعمال الخيرية والتنمية لحوض أوريكة، وجماعات أوريكة، وستي فاضمة وأوكيمدن بالإضافة إلى المجتمع المدني، مناسبة للوقوف على حصيلة الوضعية البيئية على مستوى الإقليم، علاوة على دراسة مختلف الإجراءات المتخذة لحماية التنوع الطبيعي بالمنطقة. وأكد عامل إقليمالحوز السيد بوشعيب المتوكل، في كلمة ألقيت نيابة عنه، أن الاحتفال بيوم الأرض يعتبر مناسبة لتحسيس كل فرد بالأهمية البالغة للعمل وفق مبادئ التنمية المستدامة والسهر على المحافظة على البيئة، مشيرا إلى الجهود التي بذلتها المملكة من أجل إعداد ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة. وثمن السيد بوشعيب المتوكل عقد هذا اليوم التحسيسي، الذي يعتبر دليلا على الدينامية التي يتحلى بها المجتمع المدني المحلي فضلا عن مساهمته الغير مشروطة في الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة. وأضاف أن المغرب، على غرار باقي البلدان الأخرى بالعالم، انخرط في تدبير الشأن البيئي بطريقة تحفظ خصوصيته الطبيعية والثقافية والحضارية، وتمكنه من مواجهة التغيرات الطبيعية التي تسبب فيها الإنسان، مشيرا إلى أن المملكة وضعت حماية البيئة في صلب التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وبخصوص المخطط الجهوي، أوضح عامل الإقليم أنه تم إحداث هياكل تنظيمية، وذلك بتطبيق سياسة القرب واللاتمركز عبر إحداث مصالح خارجية للبيئة وخلق مراصد جهوية علاوة على وضع لجنة جهوية لدراسة الأثر على البيئة، وذلك لضمان تتبع ناجع للوضعية البيئية. وقال إن إقليمالحوز يأخذ دوما بعين الاعتبار العنصر البيئي في تدبير الشأن المحلي ويعمل بجهد كبير على تبني كل الإجراءات الكفيلة بضمان المحافظة على الموارد الطبيعية المحلية، مؤكدا أنه تم، بتنسيق مع المؤسسات الحكومية، اعتماد مجموعة من الإجراءات الخاصة بتعزيز الغطاء النباتي والغابوي، والحد من انجراف التربة وإعداد برنامج طموح لعقلنة استعمال المياه السطحية والجوفية. ومن جهته ثمن رئيس جمعية الأعمال الخيرية والتنمية لحوض أوريكة، السيد محمد أكنسوس، دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في حل المشاكل الاجتماعية الكبرى من خلال تحسين ظروف عيش المرأة القروية وإحداث أنشطة مدرة للدخل ومحاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي. وبعد أن أبرز مختلف الأنشطة التي تقوم بها هذه الجمعية، خاصة في مجال المحافظة على البيئة، شدد السيد أكنسوس على ضرورة مضاعفة جهود الجميع لتحقيق سياحة خضراء على مستوى الإقليم وتثمين كافة المؤهلات الطبيعية والثقافية والتاريخية والحضارية التي تشكل غنى هذا الجزء من التراب الوطني. وتميز هذا اليوم الدراسي بتقديم عرض مفصل حول موضوع "الجهوية في صلب التنمية المستدامة المحلية والوطنية"، حيث أكد رئيس الجمعية المغربية للدراسات والأبحاث حول التغيرات البيئية، السيد أحمد العراقي على خصوصية ومؤهلات هذا الورش الكبير الذي فتحته المملكة، مبرزا أن هذه المبادرة، التي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقتها، تعد "تاريخية وحضارية وعصرية" لكونها تأخذ بعين الاعتبار المقاربة التشاركية والتشاور بين مختلف مكونات المجتمع. وفي نهاية هذه التظاهرة، تم توزيع الشهادات على عشرين مرافقا في مجال السياحة الجبلية استفادوا من تكوين استمر ستة أشهر في هذا الميدان، وذلك بمبادرة من جمعية الأعمال الخيرية والتنمية لحوض أوريكة. كما تم بهذه المناسبة، التوقيع على مجموعة من اتفاقيات الشراكة بين بعض الجماعات القروية بالإقليم وجمعية الأعمال الخيرية والتنمية لحوض أوريكة والمديرية الإقليمية للمياه والغابات تتوخى المحافظة على البيئة. واشتمل برنامج هذا اليوم التحسيسي على تنظيم علمية غرس الأشجار بالإضافة إلى تقديم عدد من العروض تناولت مواضيع همت على الخصوص "التغيرات المناخية والبيئية والتنمية المستدامة" و"الأمراض التي يسببها التلوث". وشكلت هذه المناسبة، كذلك، فرصة لتنظيم حملة للنظافة وجمع النفايات الصلبة على مستوى حوض أوريكة، تميزت بمشاركة نحو أربعين عاملا إضافة إلى مائة متطوع، ومكنت هذه المبادرة من جمع أزيد من 15 طن من النفايات الصلبة. وتضمن برنامج هذا اليوم، أيضا، أنشطة تحسيسية على ضرورة المحافظة على البيئة نظمت لفائدة تلاميذ مدارس الجماعة القروية أغواتيم، وذلك بمبادرة من مجموعة من الجمعيات المحلية، إلى جانب تنظيم ورشات للرسم والتشجير وتقديم عروض مسرحية.