منذ أن وعينا على الدنيا صغارا وبدأنا نتابع أفلام الكرتون على شاشات التلفزيون بالأبيض والأسود كنا نغضب ونزعل عندما نرى كلمة لم نعرف كيف نقراها ولكننا كنا نعرف معناها .... وهي The end كنا نعرف أنها تعني النهاية وعلى أيامنا لم يكن هناك ديشات ولا صحون لاقطة ولا أنترنت ولا يوتيوب ولا فضائيات بل تلفزيون واحد وحيد محلي يعرض أفلام الكرتون خمس مرات في الإسبوع ولمدة ربع ساعة وفي أحسن الأحيان نصف ساعة وكان علينا محاولة ألتقاط قناة حكومية جارة ولكن ظروف الجو هي التي كانت تتحكم بمصائرنا التلفزيونية ... نفس المشاعر احس بها اليوم وأنا أتابع نهاية المونديال الإفريقي الأول في التاريخ وأالذي كان لقبه إسبانيا بإمتياز ونجمه أخطبوط ألماني سمعنا أنه أعمى ومع هذا توقع كل المباريات ولا أعتى محلل كروي وشاب ألماني هو توماس موللر نال لقب هداف المونديال وجائزة أفضل لاعب شاب بعدما سجل 5 أهداف وساعد في تسجيل ثلاثة لتكسب ألمانيا وللبطولة الثانية على التوالي جائزة أفضل لاعب صاعد وتكسب منتخبا مرعبا للمستقبل وتكسب إسبانيا كأس العالم من أول نهائي تتأهل له ويخسر التحكيم العالمي بالقاضية في هذه البطولة السوداء عليهم وعلى من قيمهم وأعطاهم 96% وتكسب أفريقيا السوداء التي حكمها البيض 300 سنة ثم سلموها لأهلها وشاركوا بعضهم الحكم في مشهد حضاري قل نظيره رغم الاسى الكبير والمعاناة اللاإنسانية التي عانة منها السود ومع ذلك تشاركا في حكم بلدهما رغم أن أفريقيا سوداء ولمن تكن يوما بيضاء في وسطها وجنوبها وهو درس لأخوتنا في فلسطين الذين لم يتصالحوا حتى الآن فيما ينكل بهم الأسرائيليون دون تمييز بين فتح وحماس. إسبانيا بطلة أوروبا ونجومها خليط من نجوم برشلونة وريال مدريد وإن كان الفعالون منهم هم أبناء المدرسة الهولندية التي دربت براعم البارشا وكباره ومنهم ميكلز وكرويف وفان غال وغوارديولا ولعب العشرات منهم في النادي الكاتالوني وهو ما منح الكرة الأسبانية نكهة قريبة الملامح من الهولندية وإن كان الدوري فيها أحلى وأمتع وأجمل وأقوى من شقيقه الهولندي الذي يتميز بأنه مفرخة لنجوم الكرة ومركز تصدير عالمي لهم ... إسبانيا توجت لأنها الأكثر اقناعا وابهارا في العالم حاليا ولأنها تستحق فعلا أن تحمل اللقب العالمي الذي لطالما رُشحت لحمله .. ولم تفعل كل عام وانتم بخير وكل مونديال وانتم بألف خير وكل يوم وكووورة دوت كوم .. معكم