في واحدة من أكثر الوقائع غرابة التي يشهدها المجتمع المصري، أمر ضابط شرطة بالقبض على "حمار"، وإيداعه السجن، بعد اتهامه بتناول بعض أعواد "الذرة" من إحدى المزارع التابعة للحكومة، في محافظة الغربية، شمالي القاهرة. ووفقاً لتفاصيل الواقعة، كما أوردتها وسائل الإعلام الرسمية في مصر، فقد قرر رئيس نقطة شرطة "الجميزة"، القريبة من مدينة طنطا، العاصمة الإقليمية لمحافظة الغربية، حبس "الحمار" لمدة 24 ساعة، بالإضافة إلى تغريم صاحبه 50 جنيهاً. وجاء في خبر مقتضب بصحيفة "الأهرام" أن قرار الضابط جاء نظراً لقيام "الأخير" بسرقة بعض أعواد الذرة الخضراء، من مزرعة مركز البحوث الزراعية، وهو مركز يتبع لوزارة الزراعة وذكرت الصحيفة أن مدير مركز البحوث الزراعية، محمود المصليحي، تقدم ببلاغ إلى رئيس النقطة، اتهم فيها أحد المواطنين ب"سرقة محصول الذرة من المزرعة بمساعدة حماره"، فما كان من الضابط المسؤول إلا أن أمر بإعداد كمين حيث تم ألقاء القبض على المتهم وحماره. وكانت نفس القرية قد شهدت أزمة بين الأهالي ومركز البحوث الزراعية أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد أن اتهم سكانها المركز بإشعال النيران في كميات كبيرة من "قش الأرز"، مما تسبب في تلوث سماء المنطقة، كما شكا بعض الأهالي من إصابتهم بأمراض "خطيرة" نتيجة التلوث. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن أحد المهندسين الزراعيين في المنطقة قوله آنذاك: "علي الرغم من أن وزارة الزراعة ترشد الفلاحين دائماً إلي التوقف عن حرق قش الأرز، فإنها وقعت في الخطأ نفسه. وفيما طالب سكان القرية وعدد من المنظمات غير الحكومية ب"التحقيق" مع المسؤولين بمحطة البحوث الزراعية، فقد ذكر مسؤول وزارة البيئة في الغربية أنه تم توقيع غرامات مالية على "المزارعين المخالفين"، من الأهالي، بواقع ألف جنيه لكل منهم. وكانت المكسيك قد شهدت واقعة اعتقال مماثلة في ماي الماضي، بعد أن قامت الشرطة باحتجاز حمار في سجن محلي، بعد إدانته ب"ركل" رجلين في مزرعة في ولاية "تشياباس" في جنوب البلاد.