يراهن كثيرون على أن المباراة المقبلة بين منتخبي مصر والجزائر، التي ستجري في العاصمة المصرية، ستكون "مباراة كراهية" بامتياز، خصوصاً وأن هناك العديد ممن يغذون هذا الأمرمن الجانبين، إضافة إلى التاريخ بالطبع. "" وعندما نقول إن هناك من الجانبين يغذي "الكراهية"، فهذا لا يخرج عن النطاق الشعبي، وربما يصل إلى صحف الإثارة، وهو حال مباريات كرة القدم الدولية، ذلك أن المنافسة تفرز مثل تلك الأصوات. غير أن ما خرج به المذيع المصري، عمرو أديب، على شاشة التلفزيون عبر برنامج "القاهرة اليوم" كان أكثر مما يحتمل بالنسبة لكثيرين من الجزائريين والمصريين والعرب عموماً. وسبق ذلك بالطبع بعض المناوشات بين الجانبين، لعل أهمها قيام مجموعة من الهاكرز المصريين ب"غزو" موقع صحيفة الشروق اليومي الإلكتروني، ورد هاكرز جزائريين ومغاربة عليهم بالمثل. الغارديان تستعرض "تاريخ الكراهية" الأمر لم يعد خافياً، إذ إن صحيفة الغارديان البريطانية تناولت المسألة في تحليل بعنوان "بعد 20 عاماً.. مباراة الكراهية بين مصر والجزائر تعود من جديد." وقالت الصحيفة إن هذه المباراة ستبقي أعين خبراء الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" والشرطة مفتوحة. وأضافت الصحيفة إن هدفاً واحداً على ملعب "شيليلابومبي" في شمالي زامبيا، كان كافياً لمنح مصر الفوز في التصفيات التأهيلية للقارة الأفريقية، مشيرة إلى أن اللاعب حسني أحرز الهدف في الدقيقة 69 من المباراة، ما دفع ملايين المصريين إلى الاحتفال. ولم يبق على المصريين الآن سوى الفوز في المباراة التي ستجمع بين الجزائر ومصر على ستاد القاهرة الدولي في الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في إعادة مكررة تماماً لما حدث قبل 20 عاماً. في إبريل/نيسان الماضي فقط، أسقط الإنتربول مذكرة للقبض على واحد من أعظم اللاعبين في القارة الأفريقية.. وهو الجزائري الأخضر بللومي، وهو صاحب أحد هدفين في المباراة التي فاز فيها المنتخب الجزائري على نظيره الألماني بهدفين مقابل هدف وحيد خلال بطولة كأس العالم عام 1982. وأصبح بإمكان بللومي الآن السفر والتنقل إلى خارج الجزائر، لكنه بالتأكيد لن يسافر إلى مصر، إذ سوف يكون محظوظاً إذا تمكن من البقاء على قيد الحياة لو فعل ذلك. في مباراة العام 1989، كانت نقطة وحدة كافية لنقل الجزائر إلى مونديال إيطاليا عام 1990، وكانت الأجواء المحيطة عدائية تماما. كان الملعب يغص بنحو 125 ألف متفرج، كما يتذكر لاعب فريق توتنهام الإنجليزي، المصري ميدو، الذي قال إن هذه المباراة كانت أول مرة كبيرة يحضرها برفقة والده، وكان حينها في السادسة من عمره. وأشار ميدو إلى أنه يتذكر هدف اللاعب المصري حسام حسن آنذاك، وهو الهدف الذي منح مصر بطاقة التأهل لمونديال 1990. وأشارت الصحيفة الإنجليزية إلى التطورات الدرامية التي أعقبت نهاية المباراة، ومنها قيام الأخضر بللومي برمي زجاجة باتجاه طبيب المنتخب المصري، ما أدى إلى إصابة إحدى عينية بالعمى، وتمت محاكمة بللومي، حيث صدر الحكم عليه غيابياً. تاريخ طويل من العداء بحسب الصحيفة، فإن العلاقات بين مصر والجزائر لم تكن "دافئة" أبداً، وأنهما تظهران مشاعرهما من خلال كرة القدم، وأن ذلك العداء يعود إلى خمسينيات القرن العشرين، عندما كانت فريق جزائري ينادي باستقلال بلاده، من خلال مباريات كرة القدم في شمال أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية، غير أن مصر رفضت اللعب أمام هذا المنتخب المنادي باستقلال الجزائر. ووفقاً لمزاعم الصحيفة، فإنه في سبعينيات القرن الماضي، اجتاحت الشرطة الجزائرية اللاعبين والمشجعين المصريين خلال بطولة الألعاب الأفريقية، أثناء مباراة بين مصر وليبيا في الجزائر. وتتابع الصحيفة أنه في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، تكررت مظاهر العنف خلال المباريات التأهيلية للألعاب الأولمبية. وتطرقت الصحيفة إلى مباراة شارك فيها الشقيقان إبراهيم وحسام حسن مع فريق المصري الذي كانا يدربانه وخسر المباراة أمام فريق جزائري، فاعتدى إبراهيم حسن على المسؤول الرابع، الأمر الذي دفع الفيفا إلى إيقافهما عن اللعب لسوء سلوكهما. وخلال مباراة الذهاب بين المنتخبين، التي انتهت بفوز الجزائر على مصر بثلاثة أهداف لهدف، جرت محاولات دبلوماسية لرأب الصدع، وتم تعويض الطبيب المصري الذي فقد عينه لإسقاط الاتهام عن بللومي. ويأمل المسؤولون في المنتخبين حالياً أن ينتهي اللقاء المقبل بسلام.