نجود طفلة يمنية أرغمت على الزواج من رجل يكبرها بأضعاف سنها. الأمر الذي سبب لها جروحا لم تتوقف عن النزيف إلا بعدما حصلت على طلاقها من "مغتصبها" وإصدار كتاب تروي من خلاله قصة معاناتها. تحكي الطفلة اليمنية نجود علي، في كتاب يحوي سيرتها الذاتية المروعة، والذي لم تقرأه بنفسها حتى الآن، كيف أرغمت وهي في التاسعة من عمرها على الزواج من رجل عمره ثلاثة أمثال عمرها وتعرضها للاغتصاب والضرب قبل أن تصنع تاريخا في اليمن بالحصول على الطلاق. ونشر الكتاب هذا الشهر باللغة الانكليزية في الولاياتالمتحدة تحت عنوان "أنا نجود عمري عشرة أعوام ومطلقة"، ومن المقرر نشره قريبا بالعربية حتى يتسنى للطفلة البالغة من العمر 12 عاما، الآن، أن تقرأ أخيرا قصتها التي جذبت اهتماما عالميا. وقالت نجود في رسالة بالبريد الالكتروني أرسلتها بواسطة مترجمتها اليمنية والمخرجة السينمائية خديجة السلامي "لا أعرف ما فيه (الكتاب) سوى ما تم إبلاغي بشأنه. ما زلت أنتظر قراءته بلغتي. لكنني أعتقد أن من المهم نشر قصتي لبقية العالم". ولدى الناشرين خطط لنشر الكتاب، الذي كتبته الصحفية الفرنسية ديلفين مينوي كما روي لها بتسعة عشر لغة، بعد أن ظهر الكتاب لأول مرة في فرنسا العام الماضي. وسلطت الأضواء، قبل عامين، على نجود بعد أن نشرت صحيفة "يمن تايمز" للمرة الأولى محنتها كطفلة عروس. وسافرت نجود إلى نيويورك بعد أن حصلت على لقب امرأة العام من مجلة "غلامور"، لتصبح رمزا دوليا لحقوق المرأة. ويكشف الكتاب كيف وافق والدها الفقير الذي لديه أكثر من 12 طفلا على تزويجها، وهي في التاسعة من العمر، لرجل أكبر منها سنا. وتقول نجود إن زوجها أخرجها من المدرسة واقتادها مع عائلته إلى قرية، حيث مارس الجماع معها بالإكراه في الليلة الأولى لزواجهما. وتستعيد نجود تلك الذكريات قائلة "مهما كنت أصرخ لم يأت أحد لمساعدتي. كان الأمر مؤلما بدرجة كبيرة وكنت وحيدة في مواجهة الالم". وعندما سمح لها زوجها، في نهاية المطاف، بزيارة عائلتها في مدينة صنعاء انطلقت مسرعة وأوقفت سيارة أجرة وطلبت من سائقها التوجه بها إلى المحكمة. وحصلت بمساعدة المحامية شذا ناصر المتخصصة في مجال حقوق الإنسان على قرار من المحكمة بتطليقها لتصبح أول طفلة عروس مطلقة في البلاد. لكن نهاية الكتاب ليست هي نهاية قصتها، إذ تقول المخرجة خديجة السلامي التي تتابع عملية تعليم نجود إن الطفلة اليمنية فصلت من المدرسة، العام الماضي، بسبب تخلفها الدائم عن الحضور، حيث كانت مشغولة للغاية في التحدث إلى وسائل الإعلام. وبعد سماع قصتها، ساعد الناشر الفرنسي ميشيل لافون عائلتها في شراء منزل، وتحاول نجود، الآن، التركيز على دراستها التي تدفع تكاليف نفقاتها من الأموال التي حصلت عليها نظير نشر قصتها. وقالت نجود، عبر البريد الالكتروني، "حياتي، الآن، في اليمن هادئة وأعيش مثل طفلة سعيدة من الطبقة المتوسطة، (بعدما) عشت، العام الماضي، حياه فقيرة بائسة". ودفعت قضيتها، وقضايا فتيات مطلقاتأاخريات بعدها، المواطنين اليمنيين للمطالبة بحظر زواج الفتيات قبل سن الثامنة عشرة. لكن صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) يقول إن ربع الفتيات في اليمن ما زلن يتزوجن في سن الخامسة عشرة. وكما أشارت في مذكراتها، فإن زواج البنات الأطفال في اليمن تغذيه مجموعة عوامل تشمل انعدام حقوق المرأة والمصاعب الاقتصادية وثقافة تأسف على إلحاق العار بالعائلات، مما يجعل من الصعب الإفصاح عنه. وسوف يتبين رد فعل المواطنين اليمنيين إذا نشرت القصة في نهاية الأمر هناك. وقالت السلامي إن الكتاب ساعد نجود ماديا رغم أن بعض اليمنيين يعتقدون أن الغرب يستغل قصتها لجني أرباح وتقديم صور سيئة عن اليمن.