افتتحت جمعية "البديل الثقافي للمغاربة بالخارج"، يوم الجمعة، بالعاصمة الإيطالية مركزا للغة العربية والثقافة المغربية بهدف المساهمة في مسلسل الاندماج والحوار بين الثقافات وإطلاق المبادرات الساعية إلى تعريف أطفال المقيمين المغاربة بغنى ثقافتهم الأصلية. وقد تولدت هذه المبادرة، الأولى من نوعها بروما، من الحاجة الماسة للجالية المغربية بروما التي تدرك أنه من أجل اندماج أفضل والتعرف على الآخر ينبغي للمرء معرفة ذاته، أولا، وتأكيد ثقافته الخاصة. وستلقن دروس لأطفال ينحدرون من جميع أحياء روما، سواء كانوا مغاربة أو ينتمون إلى بلدان عربية وأفريقية أو كانوا إيطاليين. ويطمح المركز إلى أن يصبح مكانا حقيقيا للعيش. ولكن، أيضا، "مختبرا" للمعارف والثقافات متعددة الإثنيات التي من شأنها أن تساعد الأطفال المزدادين بإيطاليا، ولكن آباءهم من أصول مختلفة، أن يعيشوا هوياتهم المزدوجة بشكل أفضل. وبالنسبة لرئيس جمعية "ألكومي" الداودي تلواني، فإن هذا المشروع رأى النور بفضل مساهمة جماعة روما وبلدية توري أنجيلا وسفارة المغرب وكذا المدرسة الجماعية "جي.بي. بازيل"، التي وضعت قاعاتها الدراسية وأدواتها الديداكتيكية رهن إشارة الأساتذة وجمعيات أولياء التلاميذ. وأكد أن الهدف الأول الذي تسعى هذه المبادرة إلى تحقيقه يتمثل في الرد على تساءلات الأطفال المنحدرين من الهجرة، ومنحهم تعليما جيدا من شأنه مساعدتهم على عدم الإحساس بالغربة، بشكل مزدوج، في بلدان الاستقبال وفي بلدانهم الأصلية. وقد تناول الكلمة، بهذه المناسبة، عدد من المتدخلين فأشادوا بهذه المبادرة التي من شأنها تشجيع الحوار بين الثقافات والديانات التي يتذرع بها رجال السياسة لتبرير نزاعات سياسية، وأكدوا أنه ينبغي تشجيع مثل هذه المشاريع والاستفادة من مساهمة الجميع، بعيدا عن الأحكام المسبقة والجدل السياسي، من أجل إتاحة الفرصة للأجيال القادمة لتعيش في انسجام وتفاهم. وسيلقن دروس للغة العربية، كل سبت، أستاذان تحت إشراف السيد محمد الصغير مدرس اللغة العربية الذي أوفدته لروما مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج. يشار إلى أن جمعية "البديل الثقافي للمغاربة بالخارج" تأسست في ماي 2009 في أعقاب لقاء بين مجموعة من المواطنين المغاربة والإيطاليين ينشطون في مجال تشجيع الحوار والاندماج.