مع استمرار الأزمة الاقتصادية في الولاياتالمتحدة، وزيادة الاختلاف بين إدارة الرئيس أوباما والكونغرس حول سبل حلها، يقلق الأميركيون بسبب تكاليف العملية العسكرية الأميركية في ليبيا. وأوضح محللون أميركيون أن التكلفة بلغت في اليوم الأول وحده للعملية ما يزيد على 100 مليون دولار، مع توقع زيادتها إذا استمرت العملية. وتركز عملية «فجر أوديسا» على إنشاء منطقة حظر الطيران، والتي استهدفت في معظمها منطقة طرابلس وغيرها من المناطق على طول الساحل، وإن هذا يتطلب مجموعة واسعة من المعدات العسكرية، سواء كانت طائرات أو صواريخ أو سفنا. وقال محللون إن الولاياتالمتحدة تتوقع أن يتحمل بعض الحلفاء جزءا من تكاليف المراحل الأولية. وإنه في نهاية المطاف ستنفق قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة ما بين 400 مليون دولار و800 مليون دولار. ويتوقع أن تكلف المحافظة على حظر الطيران في المناطق الساحلية في حدود 30 مليون دولار إلى 100 مليون دولار في الأسبوع. ولكن ذلك أقل بكثير من تكلفة كانت ستصل إلى 300 مليون دولار أسبوعيا إذا غطى حظر الطيران سماء كل ليبيا، التي تبلغ مساحتها 680 ألف ميل مربع. هذه التكاليف غير المتوقعة تأتي في وقت تمارس فيه وزارة الدفاع الأميركية ضغوطا على الكونغرس لإجازة ميزانية الدفاع لسنة 2011. وتتوقع الوزارة أن يخفض الكونغرس الميزانية بمقدار 23 مليار دولار، وأن ميزانية الوزارة ستكون 700 مليار دولار، غير 160 مليار دولار لحربي العراق وأفغانستان. وقال المحللون إن البنتاغون لديه المال في ميزانيته لتغطية حالات الطوارئ غير المتوقعة، ويمكنه أيضا استخدام جزء من ميزانية الربع الأخير من السنة المالية لتغطية تكاليف العمليات. وقال غوردون آدامز، مدير مشارك سابق في مكتب الميزانية في البيت الأبيض: «إنهم في البنتاغون معتادون جدا على القيام بهذه العملية، حيث يقترضون من ربع مالي إلى ربع مالي». وقال دوف زاخيم، مساعد وزير سابق في البنتاغون، إن هذا الأخير سوف يحتاج فقط إلى إرسال طلب إلى الكونغرس للحصول على تمويل إضافي إذا زادت حصة الجيش الأميركي من نفقات العمليات في ليبيا على مليار دولار. وبينما أيد الكثير من أعضاء الكونغرس البارزين العمل العسكري في ليبيا، فإن البعض الآخر بدا أكثر ترددا. وحثت إدارة أوباما على إرسال إعلان للحرب إلى الكونغرس اعتبارا بأن العمليات العسكرية الأميركية ليست إلا حربا.