شرح سفير فرنسا لدى ليبيا فرانسوا غوييت خلفيات قيام الثورة الليبية وتصوّره للمستقبل في جلسة أسئلة في لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية بعد مغادرته طرابلس في 26 شباط (فبراير) وقبل صدور قرار مجلس الأمن 1973 وتشكيل قوى التحالف الدولية، وكان ذلك في 8 آذار (مارس) في الشهر الماضي. وأهم ما جاء في هذه الجلسة قول غوييت إن «الثورة التونسية فاجأت العقيد القذافي، وإنه فهم الوضع متأخّراً، بعدما أمل في البداية أن يعود (زين العابدين) بن علي إلى تونس. وأيضاً عندما بدأت موجة الديموقراطية في مصر، لم يفهم الأحداث وجاء إدراكه لهذه الأحداث متأخراً حتى بالنسبة لرؤساء آخرين في العالم العربي». وقال غوييت: «في الحالتين التونسية والمصرية، قيل إن الانترنت والشبكات (الاجتماعية)، مثل فايسبوك وتويتر كان لها دور، ولكن أثر ذلك في ليبيا كان أقل، لأن النظام الذي وضعه القذافي منذ 40 سنة وضع ضوابط كبرى لذلك، حتى إنه كان يقول بنفسه السنة الماضية إن مثل هذه الشبكات الاجتماعية لا حاجة لها في ليبيا في بلد الشعب هو في السلطة ولا يمكن وجود مجتمع مدني ضده». ولفت إلى أن المنظمات الوحيدة التي كان مسموحاً لها بالعمل كانت مؤسسة القذافي للتنمية التي يرأسها نجله سيف الإسلام. وأوضح غوييت أن تغطية «الجزيرة» للأحداث تضمنت أحياناً تضخيماً للتوترات وأنباء المواجهات، وانها أحياناً نشرت أخباراً خاطئة، عندما نشرت مثلاً في البداية أن الطيران كان يقصف طرابلس، و «هذا خطأ، فلم يكن هناك أي قنبلة على العاصمة، حتى لو جرت بعض الموجهات الدامية في بعض الأحياء». وقال غوييت إن الثورة الليبية هي تجمع لعدد كبير من المدنيين الشباب وعناصر من الجيش التقليدي الذين انضموا الى المعارضة. وقال: «حتى مغادرتنا طرابلس في 26 شباط كانت الثورة تستفيد من دينامية مواتية لها، ليس فقط في وصولها إلى مصراتة، أي 220 كيلومتراً من طرابلس، ولكن أيضاً في أماكن في غرب طرابلس، مثل الزاوية... والقذافي حاول بعد ذلك استعادة المدينتين اللتين تمثلان مفتاح الدخول إلى طرابلس من الشرق والغرب».