عاشت الجزائر ليلة الاثنين فرحة عارمة بعدما نجح "محاربو الصحراء" في كسب تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني من منافسة نهائيات كأس أمم إفريقيا في دورتها ال27 التي تستضيفها أنغولا حالياً. وتأتي هذه الأفراح بعد تأهل صعب لم يكن مفروشاً بالورود، إذ جاء بعد خسارة غير متوقعة أمام مالاوي بثلاثة أهداف نظيفة، تم تداركها سريعاً أمام مالي والفوز في اللقاء بفضل هدف المدافع، رفيق حليش، ليفرضوا في اللقاء الثالث التعادل أمام البلد المنظم، أنغولا، بنتيجة صفر لمثله. هذا الهدف كان كافياً ليتأهل "الخضر" إلى الدور ربع النهائي، وكشف في مقابلها أشبال الكابتن رابح سعدان عن نيتهم في الذهاب بعيداً في الدورة، وتأكيد أحقيتهم بالتأهل التاريخي الذي كان لهم يوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى كأس العالم 2010 المقررة في جوهانسبرغ الجنوب إفريقية في شهر يونيو/حزيران المقبل. وقد انفجرت شوارع الجزائر العاصمة وكل المدن الداخلية بفرحة كبيرة مساء الإثنين بعد إعلان الحكم الجنوب إفريقي، جيروم دامون، عن نهاية المباراة وتأهل الخضر، حيث خرج الجميع إلى الشوارع تحذوهم بهجة وفرحة منقطعة النظير، والأغاني التي تمجد أسماء لاعبي المنتخب ومدربها الكبير، رابح سعدان، كما كانت الزغاريد فرصة لنسوة الجزائر لإطلاقها تعبيراً عن فرحتهن بما يقوم به "محاربو الصحراء" في أراضي أنغولا. كما كانت منبهات السيارات، وأجهزة الراديو وأصوات الشباب تعتلي سماء الجزائر فرحا وبهجة بالتأهل الذي حققه رفقاء كريم زياني إلى الدور ربع النهائي، وظل الرجال الأطفال وحتى الشيوخ والنساء يجوبون الشوارع حتى الساعات الأولى من يوم الثلاثاء، سواء على متن السيارات أو سيراً على الأقدام. كذلك لم تقتصر الفرحة على الشعب الجزائري، بل كانت أيضا من الأشقاء المغاربة والتونسيين الذين سجلوا حضورهم في شوارع العاصمة بأعلام بلدهم. هذا وقد جاءت نتائج الخضر في الدور الأول مخيبة في البداية بعد التعثر والوجه الشاحب الذي ظهر به رفقاء عبد القادر غزال أمام "مالاوي" والخسارة المهينة التي تكبدها الخضر بثلاثية نظيفة زرعت الشكوك وسط الجمهور الجزائري. لكن سرعان ما عاد "محاربو الصحراء" وحققوا فوزا بأقل التكاليف على منتخب مالي وترسانته من الأسماء الكبيرة، مثل فريديريك كانوتيه نجم إشبيلية الإسباني، وسايدو كايتا" نجم برشلونة. غير أن إرادة الخضر كانت أقوى من أسماء مالي، بدليل تغلبهم عليها وفرضهم للتعادل على حساب البلد المنظم، لتتأهل الجزائر وفي رصيدها أربع نقاط، مع أفضليتها على مالي، مما جعلها ترافق أنغولا إلى الدور ربع النهائي. يشار إلى أن المنتخب الجزائري سينتقل الأربعاء إلى مدينة كابيندا لإجراء مباراة الدور ربع النهائي التي ستجمعه بمنتخب الفيلة "ساحل العاج" متصدر مجموعته، حيث ستجرى المباراة الأحد القادم، وهي الفترة التي ستسمح لسعدان من إعادة بث الروح القتالية في لاعبيه، وتحضيرهم لتحدي جديد في نهائيات كأس أمم أفريقيا.