طبعت روح الأمل والرغبة في الخروج باتحاد كتاب المغرب من النفق المسدود، اجتماع المجلس الإداري، الذي عقد، مساء يوم السبت الماضي بالرباط وحضره أعضاء المكتب التنفيذي، و14 عضوا من أعضاء المجلس الإداري، وتغيب العضو الخامس عشر وهو طالع سعود الأطلسي، الذي كان خارج المغرب، وحضور بعض الرؤساء السابقين للاتحاد، وهم محمد برادة، وعبد الرفيع الجواهري، وحسن نجمي، فيما تغيب، لأسباب صحية أو خاصة، كل من عبد الكريم غلاب، وأحمد اليابوري، ومحمد الأشعري. وحضر، أيضا، بعض رؤساء كتاب الفروع، رغم استثنائهم في المؤتمر الأخير من اتحاد كتاب المغرب من عضوية المجلس الإداري، وهو الأمر الذي اعتبره البعض ردة إلى الوراء، وتراجعا عن المكتسبات السابقة. وفي تصريح ل"المغربية"، ذكر الكاتب أنور المرتجي، رئيس فرع الهرهورة والصخيرات لاتحاد كتاب المغرب، الذي حضر اجتماع المجلس الإداري، وشارك في صياغة البلاغ، الذي سيصدر اليوم عن اتحاد كتاب المغرب، أن اجتماع المجلس الإداري عرف حضورا مهما للرؤساء السابقين ولأعضاء المجلس الإداري، الذين أبانوا عن رغبة قوية في الخروج بالاتحاد من النفق المسدود، واسترجاعه وظيفته وللعطاء والإبداع. وأضاف المرتجي أن اجتماع المجلس الإداري سير أشغاله الكاتب كمال عبد اللطيف، الذي قدم ورقة ثقافية استعرض فيها مجمل المشاكل التي اعترضت اتحاد كتاب المغرب في السنوات الأخيرة، والمشاكل التي تخبط فيها، طيلة سنة، وتسببت في عطالته الثقافية، وفي تراجع سمعته في الأوساط الثقافية المغربية، بسبب طغيان المشاكل الشخصية على المشاكل الثقافية، كما قدم المكتب التنفيذي كلمة ألقاها عبد الرحيم العلام، تحدث فيها عن مستقبل الاتحاد ورفض الخوض في المشاكل السابقة، حتى لا يجري تعميق الجرح. وأشار المرتجي إلى أنه بعد الإجراءات القانونية حول قانونية الاجتماع، جرت المصادقة على الاستقالات المقدمة طواعية من طرف المستشار المالي، جمال الموساوي، والكاتب العام، عبد الفتاح الحجمري، ورئيس الاتحاد، عبد الحميد عقار، لأن القانون الأساسي للاتحاد يحث على قبول المجلس الإداري للاستقالة. وجرى الإلحاح على عدم الرجوع إلى الوراء، وعلى ترك مسألة تعويض الأعضاء المستقيلين من الاتحاد للمؤتمر "النوعي الانتقالي"، حسب وصف كمال عبد اللطيف، الذي يشهد له جميع من حضروا بمحاولة رأب صدع الاتحاد، والعمل على انخراطه في الدينامية المجتمعية الجديدة بالمغرب، وجعله في طليعة المؤسسات الثقافية بالبلد. وسيعقد هذا المؤتمر في الأمد القصير، لأن هناك مجموعة من المشاكل العالقة، التي يجب حلها، كما أن هناك العديد من الإجراءات التنظيمية، التي يجب تغييرها. وأوضح المرتجي أن الاجتماع عرف تقديم برنامج ثقافي طموح شاركت في صياغته بعض الفروع، لكن هذا البرنامج انتقد من طرف الجميع، لأن الاتحاد بتشكيلته الحالية لن يستطيع تنظيم ندوة كبرى كل شهر، وأن هناك العديد من القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية، التي يجب على الاتحاد أن يدلي برأيه فيها، كما أن على الاتحاد، حسب أنور المرتجي، أن يكون فاعلا في المجتمع، لأن الفاعل السياسي ينتظر رأي الفاعل الثقافي في مجموعة من القضايا من مثل الجهوية والعولمة، والتعليم، والجامعة، والأمازيغية، وغيرها من المواضيع الحساسة بالبلد. وأردف المرتجي أنه من خلال اجتماع المجلس الإداري، تبين له أن هناك إصرارا على الخروج بالاتحاد من شرنقة المشاكل التي عاشها، وأن هناك اقتراحا بتخصيص لجنة لمناقشة دور الاتحاد ووظيفته من جديد، ووضعه في المشهد الثقافي المغربي والعربي، إضافة إلى مسألة الشراكات التي يمكن أن يدخل فيها الاتحاد مستقبلا. أما الشاعر محمد بودويك، المستشار الإعلامي بالمكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، الذي رفض تقديم استقالته مع عقار والحجمري وتشبث بمواقفه السابقة، فاعتبر في تصريح ل"المغربية" أن اجتماع المجلس الإداري، الذي نظم تحت شعار "مستقبل الاتحاد واتحاد المستقبل"، كان ناجحا بكل المقاييس، وأنه محطة جديدة ونقطة تحول في مسار اتحاد كتاب المغرب، الذي يأمل أن يستعيد مجده، وان ينخرط في الدينامية المجتمعية، وأن يبتعد عن كل ما يخل بهذه المنظمة وبتاريخها المجيد. وأضاف بودويك أن المكتب التنفيذي سيعقد اجتماعا في الأيام القليلة المقبلة، للبث في مسألة تدبير شؤون الاتحاد، التي جرى الاتفاق مبدئيا على أن تجري بشكل جماعي، بعيدا عن تصنيم المسؤوليات، وفي البرنامج الثقافي للاتحاد بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، وفي البرنامج الثقافي العام للاتحاد، الذي انتقد لكثرة الأنشطة المدرجة فيه، التي يحتاج فيها البعض إلى التدقيق، هذا ناهيك عن أنه يجب الانخراط في تنظيم ندوات حقيقية، ويجب الاهتمام بالجهوية كرهان مجتمعي اليوم بالمغرب، وبالقضايا المجتمعية والمصيرية، من مثل مسألة الحكم الذاتي، التي شكلت ملف العدد الجديد من مجلة الاتحاد "آفاق"، الذي وزع في اجتماع المجلس الإداري، وساهم فيه مجموعة من الباحثين المتخصصين في قضية الصحراء المغربية.