تشير العديد من التقارير والمعلومات الواردة من تونس، أن هذه الأخيرة، باتت مستباحة من طرف العديد من أجهزة المخابرات، ليس أقلها، الموساد الذي كان مزروعا خلال عهد بن علي، عبر أفواج السياح، ومقربا من بعض رجال الأعمال والشخصيات النافذة في النظام، زيادة على المخابرات الفرنسية التي كشفت جريدة لوموند أمس، أن العديد من عناصرها، تسهر هذه الأيام على إعداد تقرير شامل عن اللحظات الأخيرة التي أدت لانهيار نظام الجنرال بن علي وفراره، ثم هناك أيضا المخابرات الليبية التي يشير أكثر من تقرير، إلى قيامها بمساعدة بن علي على الفرار وتأمين خروجه سالما، بعد ما شكك الجنرال الهارب في رجاله الثقات، من الجيش والأمن الرئاسي. وفي هذا الصدد، أوردت خلال اليومين الماضيين، جريدة "لوموند" الفرنسية، خبرا استخباراتيا يقول أن زوجة بن علي، هرّبت كميات كبيرة من الذهب، قبل أن أن تنشر تقريرا آخر أمس، يبدو معاكسا تماما للأول، يشير إلى فرار الجنرال وزوجته، على عجل، خوفا من هجوم المحتجين على القصر، في ظل وجود زوجة الرئيس وشقيقتها، ناهيك عن ابنته، حليمة، وابنه الصغير، وهنا، يبدو أن الرئيس بن علي، توّصل لتسوية مع الجيش تقضي بتهريبه، بعد ما أوحى له مدير الأمن الرئاسي، علي السرياطي، حقيقة المخاوف من هجوم شعبي وشيك، علما أن السرياطي، كان ينوي استغلال الظروف، من أجل احتلال كرسي الرئاسة، خلفا لبن علي، وذلك بالتعاون مع أجهزة استخباراتية يهمها، استمرار النظام بنفس أركانه، على غرار فرنسا وليبيا، لكن تسارع الأحداث بعد هروب الرئيس السابق، ومخادعة الجيش للسرياطي بالقبض عليه، أفسد كل تلك المخططات، وهو ما تثبته أيضا الاشتباكات التي وقعت بين أفراد الجيش، وبعض أتباع السرياطي في الأمن الرئاسي، والذين كانوا يتخذون من بنايات خاصة حول قصر قرطاج مقرا لهم.