توقع الوزير الأول التونسي، المعين، محمد الغنوشي، أن يتم، غدا الاثنين، الإعلان عن تشكيل حكومة وحدة وطنية في تونس. وقال الغنوشي، في تصريح مساء اليوم الأحد للتلفزيون الحكومي، إن المشاورات السياسية مع مختلف الأحزاب والمنظمات قد تقدمت "بشكل كبير"، وأن كل الأطراف التي شملتها هذه المشاورات، "أبدت كل التعاون حتى نتمكن في القريب العاجل، وربما غدا الاثنين من الإعلان عن حكومة وحدة وطنية". وأضاف أن تشكيل هذه الحكومة سيمكن من "فتح صفحة جديدة في تاريخ تونس، والتفرغ خلال الأيام القليلة القادمة لإعادة البناء وإدخال الإصلاحات الخاصة بتطوير الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتكريس الديمقراطية في البلاد". وحول الوضع الأمني، اعترف الوزير الأول التونسي بأنه ما زال هناك "شعور بالقلق والخوف" لدى المواطنين، مؤكدا أن الأمور، رغم ذلك "بدأت تعود لمجراها الطبيعي"، وأعلن في هذا السياق، أنه تم توقيف "عدد كبير من عصابات الاجرام ، التي قامت بعمليات الاعتداء على الأرواح والممتلكات ونشر الخراب والفوضى في البلاد". ونوه في هذا الصدد بالجهود التي تقوم بها قوات الجيش والأمن في التصدي للعصابات التي ترعب السكان وتنشر الخراب والدمار في البلاد، واصفا هذه الجهود ب`"العمل البطولي الذي من شأنه أن يعيد الأمن والاستقرار إلى تونس". وشدد على أنه "لن يكون هناك أي تسامح مع كل من يعتدي على أمن البلاد ، مهما كان انتماؤه ومكانته". وعن الجهة التي تقف وراء هذه العصابات، اكتفى الغنوشي بالقول إن العدالة التي توصلت بالوثائق المضبوطة مع المتهمين هي التي "ستكشف عن ذلك بعد التحقيق مع الأشخاص الذي تم إيقافهم وبحوزتهم كميات من الأسلحة". وكانت المشاورات السياسية قد تواصلت طيلة نهار أمس واليوم، حيث ظهرت، من خلال تصريحات عدد من الفاعلين السياسيين وممثلي الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية، الذين شملتهم هذه المشاورات، أن الغنوشي استمع إلى مطالب ممثلي هذه التنظيمات وتصوراتهم للمهام والإصلاحات السياسية التي يمكن أن تضطلع بها الحكومة الائتلافية. وأعربوا عن تفاؤلهم بالاتفاق على تشكيل حكومة ائتلاف وطني للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد في أقرب الآجال.