أعلن الوزير الأول التونسي، محمد الغنوشي، مساء أمس الجمعة، توليه رئاسة الجمهورية مؤقتا. وتعهد الغنوشي، في بيان تلاه مباشرة على شاشة التلفزيون التونسي، بتنفيذ الإصلاحات، التي جرى الإعلان عنها من قبل، داعيا التونسيين إلى التحلي بالروح الوطنية، لتمكين البلاد من تخطي هذه المرحلة الحرجة. وقال الغنوشي، الذي كان مرفوقا برئيسي مجلسي النواب والمستشارين، فؤاد المبزع، وعبد الله القلال، إنه "واعتبارا للتعذر على رئيس الجمهورية ممارسة مهامه بصفة وقتية، أتولى بداية من الآن، بصفة وقتية، ممارسة سلطات رئيس الجمهورية". وأضاف "وأدعو كافة أبناء تونس وبناتها، من مختلف الحساسيات السياسية والفكرية، ومن كافة الفئات والجهات، إلى التحلي بالروح الوطنية والوحدة، لتمكين بلادنا، التي تعز علينا جميعا، من تخطي هذه المرحلة الصعبة، واستعادة أمنها واستقرارها". وتعهد الغنوشي باحترام الدستور، خلال فترة تحمله لهذه المسؤولية، والقيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي جرى الإعلان عنها، "وذلك بكل دقة وبالتشاور مع مختلف الأطراف الوطنية من أحزاب ومنظمات وطنية ومكونات المجتمع المدني". وكانت حشود من المتظاهرين يقدر عددهم بعدة آلاف تجمهروا، ابتداء من صباح أمس، في قلب العاصمة، أمام بناية وزارة الداخلية، قبل أن تفرقهم بالقنابل المسيلة للدموع قوات الأمن، التي انتشرت بأعداد كبيرة حول مبنى الوزارة. وشهدت العاصمة والمناطق التابعة لها إضرابا عاما، بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل، حيث أقفلت كافة المحلات التجارية والمؤسسات العامة والخاصة. وتوالت الأحداث بالإعلان على فرض حالة الطوارئ في كافة أرجاء البلاد، من الخامسة مساء وإلى غاية السابعة صباحا. كما عرفت شوارع وأحياء العاصمة التونسية في المساء انتشار وحدات الجيش، التي أخذت مواقعها بالقرب من المباني الحكومية والمنشآت العامة، ومن بينها مطار قرطاج الدولي القريب من العاصمة.