التوقيت، لحظات بُعيد خطاب الرئيس بن علي أمس.. المكان كامل تراب الجمهورية والشخصيات نفسها التي كانت غاضبة وتحتج.. لكن هذه المرة خرجوا جميعا معبرين عن امتنانهم للرئيس الذي اقتلع الخوف من قلوبهم بكلماته وزرع نورا وهاجا من الأمل أضاء ليلة أمس بعد كابوس الأيام الماضية.. في تونس الكبرى انطلقت منبهات السيارات، زغاريد وابتسامات عبرت عن نهاية الكابوس، وجابت مسيرات حاشدة بصورة عفوية وتلقائية العديد من الشوارع الرئيسية والاحياء الواقعة بالعاصمة ضمت جموعا من كل الفئات الاجتماعية والعمرية رافعين الاعلام الوطنية ومرددين عبارات التقدير للمبادرات الجريئة لقيادة البلاد والتعلق الكبير بالوطن والتمسك بوحدته ومناعته. زياد بن يونس واحد ممن التقتهم «الصباح» عبّر عن ارتياحه لقرارات الرئيس الذي خلّص الشعب التونسي من الخوف... وهو نفس الرأي الذي لخصته صفا الصيد التي علت ابتسامتها وهي تتجوّل في أحد الشوارع في كلمة واحدة «إني أحب الرئيس» خاصة بعدما قالت أنه اقترب من التونسي من خلال كلماته «باللغة الدارجة» وقراراته التي تضع حدا لكل مشاكل التونسي على كافة المستويات... السيدة حبيبة ربة بيت خرجت لحظات بُعيد الخطاب الرئاسي للتعبير عن فرحها بكلمات كانت على حدّ قولها بيانا جديدا طمأنها على مستقبل أبنائها بعد قلقها الذي أصبح ميزة كل جيرانها، هذه الأيام... الكثير ممن تحدثت «الصباح» إليهم أكدوا على ضرورة امتثال المسؤولين في الدولة لأوامر الرئيس مثل الآنسة هالة الصيد التي قالت «الآن على جميع المسؤولين دفع التشغيل لكي نتجنب حالة الرعب كما نصحت بعدم الخضوع إلى أخبار «الفايس بوك» لأن أغلب هذه الأخبار تسيء إلى شخصيات بعيدة كل البعد عن افتراءات عديد الأشخاص». أفراح داخل البلاد أيضا كما شهدت عدة مناطق داخل الجمهورية عدت بالمئات في جندوبة حيث اجتمع هؤلاء أمام مركز الولاية يرددون عبارات التأييد والاستبشار بخطاب الرئيس، ورفع المشاركون فيها من الرجال والنساء والشباب الشعارات المعبرة عن الولاء للوطن دون سواه والمعبرة عن الاعتزاز بالانتماء اليه. كما عبر المشاركون عن ارتياحهم للقرارات والإجراءات الهامة وما عكسته من حكمة في إيجاد الحلول السريعة والناجعة لما شهدته البلاد من أوضاع، كذلك كان الأمر في نابل وسليمان حيث تتالت الزغاريد والهتاف «بالروح بالدم نفديك يا بن علي» وشهدت ولاية سيدي بوزيد تجمعا بالمئات تعبيرا عن تفاعلهم مع خطاب الرئيس. ورغم غياب حالة منع التجول في مدينة مثل مدينة تاجروين وغيرها من المدن داخل البلاد إلا أن الشوارع خلت من الناس أثناء الخطاب الذي كان سببا لخروج المئات معبرين عن تماهي القرارات الرئاسية مع مطالب أبناء الجهة كغيرهم من التونسيين. وبمجرد انتهاء خطاب رئيس الدولة سجلت «الصباح» في القصرين انطباعات عديد المواطنين الذين أجمعوا على أن الكلمات مست مطالبهم الاجتماعية والسياسية واعتبروا ذلك سببا كافيا لانتهاء الاحتجاجات، وفي الحمامات طالب الآلاف الذين خرجوا ابتهاجا بخطاب رئيس الدولة بتفعيل الإجراءات في أقرب الآجال ومحاسبة المسؤولين عن الأحداث الأخيرة. والآلاف أيضا خرجوا في مدنين من كل الشرائح ورفع الجميع أعلام تونس وهتفوا بحياة الرئيس، وكذلك كان الحال في قصور الساف إذ كان المئات من الأشخاص في الموعد حيث تنقلوا في شوارع المدينة باتجاه ساحة 7 نوفمبر هاتفين «يحيا بن علي». وفي مدينة المنستير تجمعت تلقائيا الجماهير الحاشدة من مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية أمام مقر الولاية رافعين عاليا الاعلام الوطنية وهاتفين بشعارات التقدير لما تضمنته كلمة الرئيس بن علي الى الشعب التونسي من قرارات غير مسبوقة. وفي اجواء من البهجة والاستبشار خرج مواطنو مدينتي قبلي ودوز في مسيرات عفوية جابت الشوارع الرئيسية رفعوا خلالها الشعارات المعبرة عن الارتياح للقرارات الاخيرة المعلنة في كلمة رئيس الدولة والمساندة لما تطرحه من حلول اجتماعية وسياسية.