موقع دويتشه فيله – الدارالبيضاء : سارة زروال لا يزال موضوع الإجهاض في المغرب يدخل في باب المحرمات التي تؤرق منظمات المجتمع المدني، لاسيما مع تخطيه عتبة 800 حالة في اليوم،لا يتعدى منها الإجهاض القانوني ثلاثة في المائة، أرقام غير دقيقة نظرا للسرية التي تحيط بالموضوع. إذا ما طبقت القوانين السارية حاليا في المغرب بحذافيرها، فالإجهاض غير قانوني في معظم الحالات، باستثناء "الإجهاض التلقائي" المعروف أيضا بسقوط الجنينن وكذا العمليات التي تحدث لإنقاذ صحة الأم، إلا أن القانون غير دقيق في هذا النطاق. أما العقوبات فقد تكون قاسية، فالمادة 449 من القانون الجنائي تشير إلى أن المرأة التي توافق على الإجهاض يحكم عليها بالسجن لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنتين فيما قد يعاقب المشرع المشاركين في عملية الإجهاض بالسجن من شهرين إلى سنتين. وقد تكون العقوبات أكثر صرامة في حالة وفاة المرأة خلال العملية. غياب العناية الكافية في المستشفيات وفي معرض حديثها عن تجربة الإجهاض سردت س.غ الوقائع بحرقة شديدة بسبب الظروف غير المناسبة التي تتم فيها العمليات، وأكدت أن الطبيب لم يقدم لها النصح واكتفى بإعطائها بعض الأدوية المهدئة في حالة إحساسها بالألم بعض العملية. أمر قائلا " قد ينتج عن عملية الإجهاض تعفن إثر غياب التعقيم، وقد يظل فم الرحم مفتوحا أو ملتصقا". انتشار الإجهاض التقليدي والسلطات تغض الطرف النضال من أجل تقنين الإجهاض العديد من منظمات المجتمع المدني تدعو إلى تقنين الإجهاض حماية لصحة المرأة .وفي هذا السياق تناضل العديد من جمعيات المجتمع المدني من أجل إخراج الإجهاض من عالمه السري. ومن أبرز وجوه المجتمع المدني الناشطة في هذا المجال عائشة الشنا، التي تعنى كذلك بوضعية الأمهات العازبات في المغرب. وتؤكد الشنا على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتقنين الإجهاض في حالات الاغتصاب أو زنا المحارم، وحتى لا تظل النساء عرضة لابتزاز بعض الأطباء الذين يسعون إلى تحقيق الربح المادي حسب قولها وتضيف " إذا ما تم تقنين الإجهاض فيجب أن يتم في مؤسسات الدولة، وتحت مراقبة هيئة معنية تضم مساعدة اجتماعية، وطبيب نسائي، وآخر نفسي إذا لزم الأمر". وبالرغم من أن النقاش حول الإجهاض لم يصل إلى البرلمان إلا في سنة ،2008 فإن الدكتور الشرايبي يأمل أن تتغير الأوضاع قريبا، خاصة وأن المغرب سيحتضن في شهر أبريل/نيسان المقبل مؤتمرا وطنيا حول إشكالية الحمل غير المرغوب فيه، ومن المنتظر أن يطرح هذا المؤتمر كذلك موضوع التربية الجنسية، ووسائل منع الإنجاب وكذلك أخطار الإنجاب.