أكد الأمين العام للحزب العمالي المعارض عبد الكريم بنعتيق، أن التطورات الأخيرة التي شهدها ملف الصحراء أظهرت مرة أخرى أن جبهة "البوليساريو" ما هي إلا أداة تسخرها الجزائر لخدمة أطماعها في المنطقة. وقال بنعتيق الذي استضافه مساء أمس برنامج "حوار" الذي بثته القناة الأولى، "إن التطورات الأخيرة التي شهدها ملف الصحراء خاصة بعد أحداث العيون والحملة العدائية التي قادها الحزب الشعبي الإسباني ضد الوحدة الترابية للمملكة،بينت بالملموس أن "البوليساريو"أداة في يد الجزائر لخدمة أطماعها في المنطقة". وأوضح أن كل المعطيات والدلائل الميدانية أثبتت تورط المخابرات الجزائرية ومن خلفها أطراف معادية للسيادة الوطنية في المؤامرات التي حيكت لإجبار المغرب على الرضوخ للأطروحات الانفصالية ،معتبرا أن الجزائر تعد بناء على ذلك طرفا رئيسيا في هذا الصراع وأكد أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، وحظيت بتأييد دولي واسع، زعزعت خصوم الوحدة الترابية للمملكة خاصة منهم قادة الجزائر الذين تتحكم فيهم مصالح ذاتية ضيقة تعود إلى حقبة الستينات. وفي ما يتعلق بقضية المناضل الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، شدد السيد بنعتيق على أن الوضعية الحالية لهذا المناضل تستدعي تدخل المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية للدفاع عن حقه في التعبير بحرية عن مواقفه المؤيدة للحكم الذاتي داخل مخيمات تندوف. وتحدى زعماء "البوليساريو" ومن يقف وراءهم في أن يسمحوا لمصطفى سلمى بالعودة إلى المخيمات للدفاع عن موقفه من المقترح المغربي وقال "إن كانوا فعلا يملكون الشجاعة والقدرة على إقناع المغاربة المحتجزين بسلامة موقفهم". وبعد أن أبرز مجموعة من المحطات التاريخية التي كان فيها المغرب دائما إلى جانب الجزائر، أشار بن عتيق إلى أن المغرب كان دائم الحرص على انتهاج سياسة حسن الجوار واحترام سيادة الآخر، معتبرا أن هذا الموقف هو موقف لصالح المغرب ويجسد حنكته في إدارة الصراع المفتعل بالصحراء المغربية. وفي السياق ذاته اعتبر أن مواجهة المواقف العدائية التي أعربت عنها بعض الأطراف الإسبانية من الملف المغربي، وخضوعها للضغوطات الجزائرية، يتطلب العمل بجدية على تفعيل الدبلوماسية المغربية خاصة الدبلوماسية الموازية لتمكين الأحزاب والنقابات ومختلف هيئات المجتمع المدني من القيام بدورها في الدفاع عن الثوابت المغربية المقدسة في المحافل الدولية خاصة تلك التي تعرف تغلغلا قويا للهيئات الموالية للجزائر. وألح على أن للمغرب وإسبانيا مصالح مشتركة يتعين العمل على حمايتها وضمان استمرار التعاون في شتى المجالات الاقتصادية ليتمكنا معا من الانفتاح على أسواق جديدة وواعدة. واعتبر في هذا الإطار أن مسيرة الدارالبيضاء المليونية وتعيين محمد ولد سويلم سفيرا للمملكة بمدريد، وكذا إعلان الحكومة المغربية عزمها على مراجعة علاقاتها مع إسبانيا هي رسائل بليغة للجار الشمالي حتى يعيد النظر في مجمل مواقفه من قضية الوحدة الترابية للمملكة. ودعا بالمناسبة إلى إحداث مركز للدراسات الإستراتيجية يضم فاعلين وخبراء من تخصصات مختلفة يسهر على إعداد تقارير في مختلف المجالات لتقوية الدبلوماسية المغربية وتمكينها من أرضية تشكل دعامة لجميع تحركاتها داخل المحافل الدولية دفاعا عن القضية الأولى لكل المغاربة.