كما كان متوقعا، لم يتأخر رد فعل الانفصاليين على تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية، التي نفت عن المغرب قانونا صفة "بلد محتل للصحراء" فقد وصفت جبهة البوليساريو تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية، ترينيداد خيمينيث، التي أشارت فيها إلى أن المغرب "ليست قوة احتلال" للصحراء الغربية ب"الخطيرة". وقال من تصفه البوليساريو ب"وزير شؤون الخارجية الصحراوي" محمد سالم ولد السالك في تصريحات صحفية من الجزائر إن "تصريحات خيمينيث خطيرة ولا أساس لها وتظهر موقفا واضحا يشي بتواطؤ ما لتبرير ما لا يمكن تبريره" وفق ما ذكره موقع " أندلس بريس". وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية قد أشارت أمس أمام لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الإسباني إلى أن وجهة النظر القانونية تقول إن المغرب لا يعد "قوة احتلال" للصحراء، ولكنه يفرض "بالفعل" سيطرته على الأرض، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إسبانيا عندما انسحبت من مستعمرتها القديمة عام 1975. وشددت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية على أن بلادها بعد الانسحاب لم يعد لها أي صفة أو أي صلاحيات للتدخل ولا حتى بصورة إدارية بأي حال من الأحوال. وفي هذا الصدد، أشار ولد السالك إلى أن المغرب بدأ في 31 أكتوبر 1957 -قبل أسبوعين من اتفاقات مدريد- ما اسماه ب"حرب سلب واعتداء دموي استخدمت خلاله قنابل النابالم والفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية ضد الشعب الصحراوي". وقال السالك أنه من الناحية القانونية فإن "اتفاق مدريد عام 1975 لا يمكن أن يبرر ما وصفه الاحتلال المغربي" مستشهدا بقول ،هانز كوريل ،مستشار الشؤون القانونية للأمين العام للأمم المتحدة في مجلس الأمن في يناير من عام 2002 بأن "اتفاق مدريد لم ينقل السيادة على الأرض ولم يمنح الموقعين عليه السلطة الإدارية، وهو ما لم تتمكن إسبانيا من نقله بشكل أحادي".