اندلعت مواجهات امس الاول (الاربعاء) في بلدة إيل بندريل قرب طراغونة بكاطالونيا (شمال شرق إسبانيا) بين حوالي مائة من المهاجرين المغاربة وقوات الامن الكاطالانية مما تسبب في وقوع إصابات في الجانبين. وحسب رواية الشرطة الكاطالانية فإن المواجهات اندلعت عندما قامت الشرطة بتوقيف مهاجر مغربي خلال "مراقبة روتينية" بدعوى "الاشتباه في حيازته لقطعة من المخدرات". لكن ممثلي الجالية المغربية في كاطالونيا أكدوا في تصريحات لوكالة المغرب العربي للانباء امس الخميس أن الاشتباكات التي وقعت في هذه المدينة الكاطالانية الهادئة جاء نتيجة منطقية لسياسة "التحرش" و"الاضطهاد" التي أصبح يعاني منها المهاجرون الافارقة وخاصة منهم المغاربة. وادعت الشرطة الكاطالانية أن "العشرات من الجيران استاؤوا من عملية اعتقال المهاجر قبل أن يشرعوا في رمي دورية للشرطة بأشياء حادة التي أصابت إحداها المهاجر التي تم نقله إلى أحد المستشفيات" مضيفة أن تعزيزات أمنية هرعت إلى مكان الحادث في محاولة للسيطرة على الوضع. وأشار المصدر ذاته إلى أنه تم اعتقال ثلاثة مهاجرين مغاربة في أعقاب هذه الاشتباكات التي خلفت إصابة خمسة أفراد في صفوف الشرطة الكاطالانية وعدة أشخاص آخرين في أوساط المهاجرين المغاربة. وبالمقابل أكد ممثلو الجالية المغربية المقيمة في طاراغونة أن إلقاء القبض على المهاجر مغربي كان بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" بسبب الوضع المتوتر بين المهاجرين والشرطة. وأبرزوا أن الشرطة الكاطالانية كثفت في الآونة الأخيرة من عمليات مراقبة المهاجرين سواء منهم الشرعيين أو في وضعية غير قانونية ،مضيفين أنه يتم توقيف المهاجرين وخاصة المغاربة في كل مكان. وفي محاولة للتخفيف من حدة التوتر دعت بلدية إيل بندريل الكاطالانية امس الخميس إلى اجتماع طارئ مع ممثلي المهاجرين المغاربة والشرطة الكاطالانية من أجل بحث وتوضيح ملابسات هذا الحادث. وهذه ليست المرة الأولى التي تندلع فيها مواجهات بين المهاجرين والشرطة الكاطالانية حيث وقعت اشتباكات في الصيف الماضي في نفس المدينة نتيجة الضغط المتزايد للشرطة ضد الباعة المتجولين المهاجرين معظمهم من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. تجدر الاشارة إلى أن حوالي 300 ألف من المغاربة يقيمون بمنطقة كاطالونيا ذات الحكم الذاتي ،وهو ما يمثل أكثر من ثلثي الجالية المغربية المقيمة في كافة أنحاء التراب الإسباني.