توقعت مصادر إعلامية إسبانية أن لا يتمكن الملك خوان كارلوس في الظروف الراهنة من زيارة المغرب للاجتماع بعاهله الملك محمد السادس، بناء على اتفاق جرى بين الملكين الشهر الماضي. وكان العاهلان قد اتفقا على إنهاء الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين بلديهما، نتيجة احتجاج المغرب على تصرفات وصفها بالاستفزازية صدرت عن عناصر من الأمن الإسباني ضد مواطنيه في مليلية الأمر الذي استوجب عدة احتجاجات قوية اللهجة من وزارة الخارجية المغربية وطلب توضيحات من حكومة مدريد. وتم الاتفاق مبدئيا بين البلدين على أن تتم زيارة الملك خوان كارلوس بعد انتهاء شهر رمضان، لكن الصمت يسود موضوع الزيارة خاصة وأن مصاعب أخرى ما تزال قائمة إذ لا يوجد سفيرا البلدين في مكاتبهما بالرباطومدريد وبالتالي يصعب حسب الأعراف الدبلوماسية ومبادئ البروتوكول حدوث الزيارة. وفي هذا السياق خرجت بعض المنابر الصحافية في إسبانيا عن الصمت والتحفظ بخصوص الحالة الصحية للملك خوان كارلوس الذي سبق أن أجريت له عملية جراحية دقيقة لاستئصال ورم حميد من الرئتين بإحدى مصحات مدينة برشلونة ، قيل بعدها أن العملية كللت بالنجاح وتقول ذات الصحف، استنادا على معلومات غير مؤكدة رسميا أن ملك إسبانيا يشكو حاليا من ضعف عام وتعب جراء تناوله أدوية وصفت بأنها قوية، لم تتحدث المصادر عن طبيعة مضاعفاتها الجانبية ومفعولها على الجسم ومتى سيكف الملك عن تناولها. وتستدل ذات الجرائد على ما يروج بخصوص صحة الملك أن هذا الأخير قلص إلى درجة كبيرة أنشطته، مشيرة في هذا الصدد إلى غيابه عن حضور المباراة النهائية لكأس العالم في جنوب إفريقيا حيث فازت فيها بلاده بالكأس الذهبية، كما لم يقم الملك خوان كارلوس منذ مدة بزيارات كثيرة إلى الخارج خلافا لعادته في السنوات الماضية حيث يقوم بدور الداعم لسياسة بلاده في تناغم تام مع الحكومة القائمة. إلى ذلك وعلى صعيد آخر، يحاول الحزب الشعبي اليميني المعارض من جديد إفساد أجواء الهدنة التي توصل إليها البلدان في أعقاب زيارة وزير الداخلية الإسباني إلى المغرب واجتماعه بالملك محمد السادس حيث أعلن البلدان أن صفحة الخلاف بينهما قد طويت. وفي هذا الصدد قرر رئيس الحزب الشعبي ماريانو راخوي، القيام بزيارة لمدينة مليلية المحتلة يومي السادس والسابع عشر من الشهر الجاري لمشاركة المستوطنين الإسبان احتفالهم بذكرى احتلال المدينة بالقوة العسكرية عام 1497 حيث تقام تظاهرات مستفزة للمشاعر المغربية يتم خلالها تمجيد البطولات العسكرية والفتوحات الاستعمارية، في تناقض تام مع قيم الديمقراطية الحديثة. وفي هذا السياق، أعلن الناشطون المغاربة في مدينة الناظور، وهم ينتمون إلى جمعيات المجتمع المدني ، أنهم سيحتجون على الاحتفال بما يسميه مستوطنو مليلية "عيدها " مستنكرين زيارة مريانو راخوي، التي من شأنها أن تصب مجددا الزيت فوق النار. وعلى صعيد ذي صلة اتهم وزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس، الحزب الشعبي المعارض بتصعيد التوتر مع المغرب بينما تمكن البلدان بفضل العلاقات الطيبة القائمة بينهما من تجاوز أزمة الشهر الماضي، معربا عن أسفه كون المعارضة تسعى من وجهة نظره إلى البحث عن أسباب مزيد من التوتر مع الجار الجنوبي لبلاده. وسجل موراتينوس ما يتضمنه خطاب الحزب الشعبي من تناقض بخصوص الموقف من المغرب، فتارة يعتبره بلدا حيويا بالنسبة لأسبانيا دون أن يبذل أي مجهود لتحسين العلاقات مع الرباط بل يقوم الحزب الشعبي بانتقاد النظام السياسي في المغرب من خلال وصفه بالاستبداد والتضييق على حقوق الإنسان. وفي معرض جوابه الصارم على اتهامات المعارضة بأن الحكومة الاشتراكية موالية للمغرب، شدد موراتينوس القول على أن حكومة بلاده ليست موالية لأي بلد سواء كان المغرب أو الجزائر أو موريتانيا بل حتى الصحراويين، مبرزا أن مدريد تدافع عن مصالح إسبانيا مثلما تسعى إلى اندماج إقليمي بأفضل شكل ممكن. وأضاف وزير خارجية إسبانيا أنه من الطبيعي أن تحدث بين الفينة والأخرى مشاكل بين بلدين جارين لكن المهم أن تتم معالجتها ضمن رؤية مستقبلية للمصالح المشتركة. وجدد موراتينوس، دعم بلاده لحل عادل لنزاع الصحراء ضمن إطار الأممالمتحدة وآلياتها الدبلوماسية، معلنا معارضته لما قام به أخيرا ناشطون إسبان تظاهروا في مدينة العيون، ورفعوا أعلام جبهة البوليساريو الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب في تحد سافر لتشريعات البلاد ما عرضهم لردود فعل قوية من سكان المدينة الصحراوية. ووصف رئيس الدبلوماسية الإسبانية ما قام به أولائك الناشطون بأنه لا يستند إلى أي قانون.