في خطوة غير محسوبة العواقب ومنذرة بأسوأ التطورات، قام الرئيس الشرفي للحزب الشعب اليميني المعارض، خوصي ماريا اثنار، اليوم الأربعاء، بزيارة مفاجئة إلى مدينة مليلية المحتلة. ويبدو أنه قصد من هذه أمرين : إحراج الحزب الاشتراكي الحاكم الذي أكد أكثر من مرة حرصه على حل الخلاف بالدبلوماسية والحوار مع المغرب بالنظر للعلاقات والمصالح المتشابكة بين البلدين، بعد أن اتفق عاهلا البلدين على تفضيل أسلوب الحوار والتشاور. أما الأمر الثاني الذي قصده من دون شك أثار من وراء زيارته، فهو استفزاز المغرب وتذكيره بفصول الأزمة المثير ة التي فجرها أثنار نفسه في صيف 2002 بسبب جزيرة، ليلى بيريخيل، خاصة وأنه أصر هذه المرة على زيارة المعبر الحدودي "بني أنصار" مسرح الأحداث الأخيرة بين مواطنين مغاربة وعناصر الأمن والحرس المدني الإسباني، حيث أعرب الزعيم اليميني الذي ترجل تاركا السيارة، عن مساندته وتأييده للحراس الإسبان. والملاحظ أن أثنار اصطحب نجله ألونصو، خلال زيارته للمدينة، في إشارة واضحة الدلالة إلى أن الدفاع عن إسبانية مليلية قضية يتولى الدفاع عنها الأولاد والأسلاف. ومن بين التصرفات التي يمكن وصفها بالمستفزة للمشاعر الدينية التي صدرت عن أثار خلال زيارته لمليلية أنه تجول في بعض شوارعها وحرص على احتساء فنجان بن بأحد مقاهيها الرئيسية ، غير مراع لشعور المغاربة المسلمين خلال شهر رمضان، على الرغم من أن أثنار ليس ملزما بالصيام، ولكن سلوكه لا يمكن إلا أن يوصف بأنه صادم للمشاعر الدينية، خاصة وأن رئيس حكومة مليلية نفسه أقام قبل يومين مأدبة أفطار لمسلمي مليلية حضرها القيادي في الحزب على الصعيد الوطني غونثالث بونس، حيث وقف الجميع أمام مائدة الإفطار وكأنهم كلهم صيام مسلمين وإسبان ينتظرون لحظة آذان المغرب. إلى ذلك، انتقد أكثر من مسؤول في الحكومة الإسبانية والحزب الاشتراكي الحاكم، زيارة أثنار للثغر الذي يطالب به المغرب واعتبروها تشويشا على الزيارة التي يعتزم القيام به وزير الداخلية بيريث روبالكابا إلى الرباط يوم الاثنين المقبل، في مسعى للتهدئة وبحث القضايا الخلافية مع المغرب. لا سيما وأن الترتيبات جارية لإنجاح الزيارة حيث سبق روبالكابا إلى الرباط مديرا الأمن والحرس المدني الإسباني. وفي هذا السياق قال خوصي بلانكو وزير الأشغال في الحكومة الإسباني والقيادي المؤثر في الحزب الاشتراكي إن زيارة أثنار لا يمكن أن تساهم في حل المشكل في ظرف متأزم، تبذل أثناءه الحكومة الوطنية جهودها من أجل إيجاد حل. ونساءل بلانكو عن السر والغاية من زيارة رئيس حكومة سابق لمدينة مليلية في ظل أجواء الأزمة مع المغرب وهو الذي لم يزرها خلال فترة رئاسته للحكومة التي استمرت 8 سنوات.وأدلت ترينيداد خيمنث وزير ة الصحة الإسبانية بتصريحات صبت في نفس الاتجاه ومن جهته قال مسؤول الحزب الاشتراكي في مليلية، إن الأمور لن تهدأ بصفة نهائية بين المغرب وإسبانيا مادام الأول يطالب باسترجاع المدينة.